بوابة الصحراء

ندوة علمية بالرباط في موضوع «نضال ملك وشعب من أجل الوحدة والحرية»

ع.عسول الاثنين 19 نوفمبر 2018
GetAttachmentThumbnail-1
GetAttachmentThumbnail-1

في إطار تخليد الشعب المغربي للذكرى 43 لعيد المسيرة الخضراء، والذكرى 63 لعيد الاستقلال، نظمت الهيأة الأكاديمية لأصدقاء الصحراء المغربية ندوة علمية في موضوع 'نضال ملك وشعب من أجل الوحدة والحرية'، يوم السبت 17 نونبر الجاري بقاعة علال الفاسي بأكدال الرباط.

الندوة تميزت بمداخلات حول تاريخ الصحراء والوقائع والأحداث التي وسمت علاقة أبناء الشعب المغربي الصحراويين بالدول التي تعاقبت على حكم المغرب والسلاطين والملوك الذين كانوا يسيرون شؤون البلاد والعباد منذ أكثر من 14 قرنا خلت وإلى الآن.

أيضا سلطت المداخلات الأكاديمية الموثقة بوثائق نادرة وأشرطة مرئية في تسلسل وانسجام وتماسك منهجي دقيق، سلطت تلك المداخلات الضوء على الأطماع والمحاولات الإستعمارية المتوالية والمتعددة التي كانت تستهدف تقسيم المغرب وانتزاع أراضيه الجنوبية بكل الأساليب الممكنة وغير الممكنة، سواء عبر الإغراء أو التغرير أو بقوة السلاح، وتم تسجيل في هذا السياق محاولات كل من انجلترا، وبالخصوص فرنسا وإسبانيا،لكنها محاولات رغم خطورتها وقوتها، فكانت تصطدم بتمسك الصحراويين بلحمة الوطن والوطنية والوحدة والتشبث بروابط الدين واللغة والهوية والبيعة.

وقد افتتح الأستاذ الباحث في الحضارة والتاريخ محمد زين العابدين الحسيني ، الندوة العلمية بمداخلة تمحورت حول عنوان 'من نضال الإستقلال إلى مسيرة الوحدة والتنمية'،حيث تناول الموضوع من خلال تلاث محاور أساسية.فهناك نضال الإستقلال الذي سعى من خلاله بطل التحرير محمد الخامس إلى القيام بعدد من المنجزات بعض رجوعه من المنفى وبعد قولته المعروفة 'رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر '،حيث كانت من أهدافه الأساسية بمعية الحركة الوطنية ،الوحدة الترابية ،تكوين جيش وطني مستقل،والبحث عن سبل التطور الإقتصادي والإجتماعي.حيث انتقلت مطالبته والشعب المغربي بالوحدة الترابية إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية وهذا كانت له أهميته في هذا المجال لكون الروابط التي تربطنا بأقاليمنا الجنوبية عميقة الجذور في التاريخ ، من جهة أخرى كان هناك تنظيم المسيرة الخضراء كجدث سلمي في زمن كان فيه استرجاع الاراضي يتأتى بالحروب،وهي مسيرة يرجع تأسيسها -في نظر المتدخل- الى مرحلة ما بعد الإستقلال مباشرة لأن بطل التحرير كان ينادي بان استقلالنا مازال ناقصا ما لم يتم استكمال وحدتنا الترابية، وهو ما أكده الراحل الحسن الثاني عندما أعلن عن تنظيم المسيرة الخضراء ، لاستكمال الوحدة الترابية مع الأقاليم الجنوبية فيما لاتزال مناطق أخرى تنتظر رجوعها للوطن الأم،أما المحور الأخير فتناول الجانب الخاص بالتنمية في الأقاليم الجنوبية ، تنمية فرضت على الأمين العام للأمم المتحدة الإقتناع بالوثاق والحجج حيث أصدر تقريرا يؤكد فيه أن الأطراف المعنية في الحقيقة هي الجزائر والمغرب وموريتانيا، أما بالنسبة لخصوم الوحدة الترابية فهم طرف بعيد عن الملف،يمكنهم الحضور في مائدة مستديرة وليس في إطار مفاوضات والتي تكون بين دول بالند للند،إضافة لإنهاء ماكان يتعارف عليه من الخصوم بمقولة الاراضي المسترجعة ، وهو ما لم يعد موجودا لكون مجلس الأمن بدوره أكد على أن المنطقة العازلة هي منطقة تابعة للأمم المتحدة وليس منطقة محررة كما كان يسوق سابقا ،والمهم يقول الاستاذ الحسيني ،هو أن الايادي البيضاء الممدودة من الملك محمد السادس لجيراننا ، لم تكن وليدة اليوم ،لان المغرب مذكان وهو يقدم الايادي البيضاء لجيرانه منذ القرون السابقة خصوصا عندما فر الجزائريون من الوجود العثماني والفرنسي ،وقد صدرت ظهائر من السلاطين المغاربة لاستقبال الجزائريين والعناية بهم ،ونتمى أن يكون جيرانا في مستوى هذه الأيادي البيضاء ليتم حل هذا المشكل وطي صفحات الماضي للتطلع إلى المستقبلن وتجديد العلاقات بين شمال أفريقيا والإنفتاح عليها في إطار من القوة، الاقتصادية، الثقافية،الفكرية التي تدعو إلى التطلع للمستقبل،وليس النظر إلى أمور لاعلاقة لها بالإنسان المغاربي.

من جهته قدم رئيس الهيأة الأكاديمية لأصدقاء الصحراء المغربية الأستاذ الباحث نور الدين بلحداد مداخلة تطرق فيها 'لدورس وعبر المواطنة الصادقة انطلاقا من خطاب محاميد الغزلان 1958 إلى خطاب المسيرة الخضراء 1975'،وقف من خلالها على أحداث ووقائع وسمت سنوات خلت من القرن 17،18 و19 ، و20،أبرزت تعلق سكان الأقاليم الجنوبية عفويا وبإيمان صادق ببلدهم المغرب وتشبتهم بالبيعة وبوحدة التراب المغربي،رغم كل المخاطر والإغراءات الكبيرة آنذلك، من قبل الدول المستعمرة وعلى رأسها اسبانيا في عهد الدكتاتور فرانكو

وأبرز بلحداد من خلال حدثي الإستقلال والمسيرة الخضراء ،دور الملكين محمد الخامس والحسن الثاني في الدفاع عن وحدة التراب المغربي ، والخروج من ربقة الإستعمار ،والحفاظ على هوية الوطن وحريته، وانتزاع حقوقه غير القابلة للتصرف في وحدة الأرض والإنسان.

وأكد المتدخل على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من ملحمتي الإستقلال والمسيرة الخضراء ونضال الأجداد والآباء ،لإبرازها لشباب المغرب وأطفاله ،من خلال تسليط الضوء على قيم التضحية والوفاء والإخلاص للمصالح العليا للوطن وأهمها الوحدة الترابية والتلاحم بين الملك والشعب، والحفاظ على هوية المغرب في تعددها وتنوعها وأصالتها وانفتاحها، وهي القيم التي كانت الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها أطماع الإستعمار.

وأضاف بلحداد أن الأرشيف الإسباني والفرنسي والبريطاني والألماني ، السويدي،أو الأمريكي تعج بالأحداث والتقارير الموثقة ،التي تؤكد حقوقنا السيادية وحقوقنا التاريخية ،منذ دولة الأدارسة،مرورا بالمرابطين، الموحدين، السعديين، المريينيين، والعلويين،التي دافعت باستماتة مع شعوبها على وحدة أراضيها ..

الندوة العلمية عرفت أيضا تقديم د.أبو بكر أولياس لمداخلة تحت عنوان 'دور شعراء الصحراء المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية'.

وفي تصريح للجريدة قال إبراهيم الجماني –نائب برلماني -وحفيد الزعيم الصحراوي المعروف خطري ولد سعيد الجماني ، في كلمة بمناسبة حضوره للندوة العلمية ' حضوري في هذه المناسبة ، لهذا النشاط المواكب لعيدي الإستقلال والمسيرة الخضراء،حيث كانت المحاضرات قيمة وشيقة، تتضمن معلومات ومعطيات تاريخية ومهمة وثقافية، فنحن نشيد بمثل هذه المبادرات العلمية التي تقوم يتوعية الشباب والمواطنين والتي تنشر ثقافة أصبحنا محتاجين إليها ، خصوصا المعطيات الأكاديمية التي مررها الأستاذة الكرام في هذا النشاط ، وكانت في مستوى رائع جدا..'