بوابة الصحراء

الأقاليم الجنوبية.. تنمية واعدة

حكيم بلمداحي الاثنين 19 نوفمبر 2018
Laayoune
Laayoune

بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي

احتلت جهة العيون الساقية الحمراء المرتبة الأولى في مؤشرات التنمية، في ما يتعلق ببرنامج التنمية المستدامة في أفق 2030. جاء هذا التصنيف اعتمادا على دراسة أنجزتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، والتي بينت أن جهات الأقاليم الجنوبية تأتي في الصدارة، تتقدمها جهة العيون الساقية الحمراء.

الدراسة اعتمدت على مؤشرات في جانب الصحة والتعليم والبنيات التحتية.. ولفهم هذا المعطى لابد من العودة شيئا ما إلى السنوات الماضية. فمدينة العيون، مثلا، كانت في سنة 1975 مجرد بلدة لم يترك بها الاستعمار الإسباني سوى بعض البنايات، التي لا ترقى إلى مستوى المآثر.. العيون اليوم أصبحت مدينة كبيرة تتوفر على بنيات تحتية متميزة، قد تكون أحسن، في بعض الأحيان، مما هو موجود بالمدن الكبرى كالبيضاء والرباط ومراكش وفاس. فعلى مستوى البنيات تتوفر العيون، اليوم، على أزيد من خمسين ملعبا قرب مجهزة بأحسن التجهيزات، إضافة إلى ملعبين كبيرين لكرة القدم.

كما أن أحياء العيون تتوفر على حدائق ومناطق خضراء بمعدل حديقة لكل حي، معظمها مجهز بصبيب الأنترنيت ومرافق الترفيه. إضافة إلى توفرها على بنيات مهمة في مجال دور الشباب والمدارس الرياضية وغيرها. وتستعد العيون لاستقبال مستشفى جامعي كبير سيسد الخصاص الموجود في مجال البنيات التحتية الصحية.

العيون، أيضا، في المرحلة النهائية للتوفر على قنوات الصرف الصحي، هذا المشروع الذي يعتبر من أكبر الإنجازات في المدينة. كل هذا ينضاف إلى البنيات التحتية من شوارع وطرق وغيرها.. كما ستتوفر العيون في الأيام القادمة على أكبر مكتبة في إفريقيا.

طبعا، لا يمكن فهم دراسة وزارة المالية على أن الأقاليم الجنوبية اكتفت في مجال البنيات التحتية، غير أن الواقع يفيد بأن المنطقة تسير بخطى حثيثة في مجال التنمية المجالية والبشرية، وهذا شيء مشرف جدا، وواضح أيضا للعيان، خصوصا إذا ما عقدنا مقارنة بين ما كان عليه الأمر وما هو متوفر الآن.

قد ينتقد البعض هذا التصنيف، الذي جاء في الدراسة، وذلك من منطلق أن البنيات الصحية مثلا، وبعض القطاعات الأخرى ليست في المستوى في الوقت الحاضر. غير أن برمجة مشاريع في المدى القريب يبين أن الأقاليم الجنوبية، وبالخصوص جهة العيون الساقية الحمراء، تسير في الطريق الصحيح في مجال التنمية المجالية والبشرية، وهذا يأتي من مجهودات أبناء هذه الأقاليم، وبدعم صارم من المركز. يبقى المرور إلى مستوى الجهوية المتقدمة أمرا واعدا سيمكن هذه الأقاليم من السير في تطور مطرد ستكون له إيجابيات كبيرة على أبناء المنطقة، وعلى المغرب بصفة عامة...