السياسة

أشاد بالمبادرة الملكية للحوار مع الجزائر.. اليوسفى يوحد الأحزاب بوجدة

عبد الكبير اخشيشن الاحد 09 ديسمبر 2018
Capture d’écran 2018-12-09 à 12.00.06
Capture d’écran 2018-12-09 à 12.00.06

AHDATH.INFO

كلمات موغلة في الصدق والخير لزعماء عاشوا تجارب اقتسام الفرح والألم خرجت من أقرب نقطة لحدود مغلقة لتعبرها عنوة في رحلة بحث عن مستقر راجح لتذكر ما كتبته شابة جزائرية حكى عبد الواحد الراضي قصتها ورسالتها التي بعثتها بعد مشاركتها في تظاهرة ثقافية مؤخرا، تقول فيها إن الحدود لا توجد في القلوب.

من هذه الأجواء المغاربية التي احتضنتها القاعة الكبرى لمسرح محمد السادس بوجدة بعد زوال الجمعة، كان أهل وجدة شهودا على كلمات تاريخية لزعيم كبير تغلب على التعب والوهن، وأصر على حضور فعليات الفكرة التي اقترحها فور انتهاء خطاب المسيرة الخضواء الأخير، والذي دعا فيه الملك محمد السادس لما اعتبره عبد الرحمان اليوسفي «كلمة صدق» لتجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

فعاليات وجدية قالت إنها المرة الأولي التي يقع فيها إجماع داخل الطيف السياسي بهذه المدينة لاستقبال زعيم تاريخي وكأن الأمر يتعلق بنشاط حزبي لها، حيث أثثت القاعة وجها من كل الأحزاب السياسية والنقابية والجمعوية حضرت بكثافة للمهرجان الذي نظمه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليلة أمس الجمعة 7 دجنبر باقتراح من القائد الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي، وبرئاسة الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، حول موضوع “المغرب والجزائر، قاطرة مستقبل بناء المغرب العربي”، بمسرح محمد السادس بوجدة.

القاعة  الكبرى للمسرح الذي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 1200 مقعدا لم ستوعب كل الحضور، الذي طغى عليه الحضور المكثف للاتحاديين من مختلف المدن والذين حجوا بكثافة عبر السيارات والحافلات ليشاركوا في اللحظة التي وصفوها بالوطنية، والتي كان في عمقها رسائل يلخصها النداء الذي أصر عبد الرحمان اليوسفي على تلاوته بارغم من نصائح الأطباء وغياب النظارات التي قال مرافقه امبارك بودرقة أنه نسيهما.

وفي كلمة بالمناسبة دعا إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ترأس المهرجان ، إلى فتح الحدود المغربية الجزائرية الذي سيساهم في إعطاء انطلاقة لمشاريع الاستثمار ومحاربة التطرف والإرهاب، معتبرا أن الوضع الحالي يساهم في خسارات ونزيف اقتصادي واجتماعي مذكرا بنضالات المغرب لجانب الجزائر ضد المستعمر الفرنسي والتي كانت مدينة وجدة منطلقا لها، معلنا عن إطلاق حزب الوردة لعملية توثيق لتاريخ النضالات المشتركة بين الشعبين والبلدين مبرزا أن المهرجان الخطابي يأتي انسجاما مع مبادرة الملك محمد السادس وباقتراح من الوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي.

وقال  لشكر « إنه في ظل الأمن والاستقرار، نستطيع أن نرفع التحدي التنموي المشترك وأن نعبئ الطاقات الجماعية لتفعيل شراكات اقتصادية ناجعة ومنتجة للثروة تعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية »، مؤكدا أن من شأن ذلك أن ينعكس إيجابا على مجموع البلدان المغاربية.

عبد الواحد الراضي رئيس اللجنة الموضوعاتية حول القضية الوطنية لحزب الوردة، استعان بحرفته في سرد حكايات متناثرة عن تاريخ العلاقة بين المغرب والجزائر مركزا  في كلمته على الروابط التاريخية التي تميز العلاقات المغربية الجزائرية وما يجمع الشعبين من تاريخ و أواصر اكثر ما يفرقهماداعيا إلى فتح الحدود في أقرب الآجال .

عبد الواحد الراضي سيحلق بالحاضرين في علياء مشاعر الإصرار الشعبي في القطرين على عدم تلويث هذه العلاقة، من خلال قراءته لرسالة جميلة وباذخة بالمعاني، بعثتها شابة جزائرية حضرت للمغرب في للمشاركة في زسبوع ثقافي، وبعد عودتها للجزائر كتبت قائلة « إذا كان قدرنا أن نعيش خيبة إغلاق الحدود، فالأكيد أن داخل قلوبنا تذوب القيود ويسكن طيف البلد الواحد والمصير المشترك».

و أطلق الزعيم الوطني والوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي نداء الوحدة المغربية الجزائرية، خلال كلمته بالمناسبة حيث أكد في ندائه أن وجدة تعتبر قلعة النضال الوطني المشترك للتحرير بين المغرب والجزائر،و في إفريقيا، معبرا عن سروره لمبادرة الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء الأخير بمد يد التعاون والتواصل مع الجارة الجزائر، وكذا اقتراح الملك لتكوين لجنة مشتركة من أجل آلية الحوار للتداول في كل الملفات المطروحة .

وأبرز اليوسفي أن مد الملك اليد للجزائر  فتح الباب من أجل الانتصار على كل المعيقات التي تحطم أمل الشعوب،وشدد في ندائه على أن أعطاب كثيرة طالت اتحاد المغرب العربي منذ الإعلان عن قيامه بمراكش، متمنيا أن ينجز جيل القادة الجدد في البلدين المهمة بثقة وصبر.

وذكر عبد الرحمان اليوسفي في كلمته بالتاريخ المشترك والمحطات النضالية ضد المستعمر الفرنسي. وطالب بتجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة.. وبعد انتهاء كلمته وقف الجمهور الذي غصت به القاعة احتراما وتقديرا لمبادرة عبد الرحمان اليوسفي، ورفع بعض الجزائريين المقيمين بمدينة وجدة علم بلادهم داخل قاعة المسرح، مرددين شعار: “خاوة خاوة .. ماشي عداوة”.