ثقافة وفن

"الكاريكاتير في المغرب- السخرية على محك الممنوع" كتاب لإبراهيم الحيسن

محمد معتصم الأربعاء 19 ديسمبر 2018
Capture
Capture

AHDATH.INFO

بدعم من وزارة الثقافة، وضمن منشورات جمعية أصدقاء متحف الطنطان، صدر قبل أيام كتاب "الكاريكاتير في المغرب- السخرية على محك الممنوع" لمؤلفه ابراهيم الحَيْسن. يقع الكتاب في 170 صفحة  من القطع المتوسط معزَّزا بملزمة للصور الملوَّنة قام بتصميمها الفنان التشكيلي فيصل احميشان إلى جانب الغلاف الذي يتضمَّن رسما تعبيريّاً للمبدع العربي الصبَّان.

  نقرأ في تقديم للكتاب  خصه الكاتب والباحث في الاعلام بوشعيب الضبار:" حسنا فعل الأستاذ ابراهيم الحَيْسن بتسخير كل جهده، كباحث وناقد وفنان تشكيلي ممارس، من أجل إصدار هذا الكتاب، الذي يشكل وثيقة  سوف تعزِّز مكتبة الكاريكاتير، التي تشكو من قلة المصادر، وندرة المراجع التي يمكن الاعتماد عليها للتأريخ للبدايات الأولى لهذا الفن المشاغب، على يَدِ الرواد، وما أعقبها من امتدادات حتى الآن بفضل الأجيال الجديدة الباحثة عن مساحات أوسع لحرية التعبير، على أعمدة الصحافة، بعيداً عن الحدود والقيود..

    إن الحَيْسن هنا، وبحكم سبره لأغوار الثقافة الفنون، وإبحاره في شتى أصناف المعرفة، كما تشهد على ذلك مؤلفاته وأبحاثه الغزيرة، يقوم  بحث جاد، فهو يغوص بين تلافيف ذاكرة فن الكاريكاتير، ويتتبع مساراته ومسالكه، منذ نشأته حتى الآن، ويستحضر فرسانه وناسه في المغرب، ثمَّ يصوغ الخلاصات  بأسلوبه الرصين الذي يتَّسم بالعمق والبساطة، ويجمع بين المعلومة والتحليل، وهذه خاصية إيجابية، قلَّما تتوفر للكثيرين من حملة الأقلام.

لقد جاء هذا الكتاب في توقيته تماماً، بعد أن أصبح من اللافت للانتباه، ما يسجله الرسم الصحافي الساخر، في السنين الأخيرة، من حضور متزايد في الصحافة المغربية، مكتوبة وإلكترونية، وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي  يعني، في ما يعنيه، أن هناك وعياً بأهمية هذا الفن الذي استطاع أن يفرض نفسه من خلال تفجيره لمجموعة من الملفات المسكوت عنها، عبر تنوُّع التجارب، وتعدُّد التعبيرات والأنماط والأساليب الفنية."

    يتوزَّع الكتاب عبر ثلاثة فصول يتناول الأول منها السخرية والسخرية الأيقونية كمفاهيم اشتغلت عليها حقول ومباحث أدبية وفنية عديدة اعتبرتها وسائل وأدوات لإنتاج الضحك والفكاهة تنوَّعت فيها الأغراض والمرامي وسياقات الإنتاج.

    أمَّا الفصل الثاني، فيتعلق بالكاريكاتير مصطلحاً وإبداعاً احتل مكانة مرموقة داخل نسيج التعبيرات التشكيلية الهادفة والساخرة، وذلك بالاستناد إلى تاريخية هذا الفن ومرجعياته البصرية والإبداعية المتعدِّدة معزَّزة بتعريفات ومقولات لرسامين ونقاد وباحثين مرموقين لهم دراية واسعة وممتدة بكارتوغرافيا هذا الإبداع المشاغب والمزعج الذي تأسَّس جماليّاً على وظائف نقدية فاضحة شملت الميادين الاجتماعية والسياسية وغيرها. في حين خُصِّصَ الفصل الثالث لتجربة الكاريكاتير في المغرب وقد شمل جزءاُ من تاريخ هذا الفن انطلاقاً من تجربة الرسامين الرواد وما تلاهم من رسامين ومبدعين حملوا لواء الكاريكاتير بصدق وأمانة مع تباين في الصيغ والمعالجة والتعبير، مثلما تناول هذا الفصل صحافة الكاريكاتير في المغرب سواء منها الصحف الساخرة الرائدة (أخبار الدنيا، الكواليس، أخبار السوق، التقشاب، الأسبوع الضاحك، أخبار الفن..).