أحداث ديكالي

فضيحة عمرانية ثقافية.. بلدية أكادير تخرب واجهة قصرها وتعود لترقيعه في اقل من 24 ساعة

إدريس النجار الأربعاء 26 ديسمبر 2018
0-2
0-2

AHDATH.INFO

خربت بلدية أكادير الواجهة اليمنى  لقصر بلديتها،يوم الاثنين وتحت ضغط الأحزاب السياسية والجمعوية وهيئة المهندسين  عادت لترمم يوم الثلاثاء كل الأبواب والنوافذ التي قامت بإحداثها مرجعة الحالة إلى ما كانت عليه.

 فجأة ودون تمرير النقطة في دورة عادية أو استثنائية، أو الاستشارة مع مصالح الولاية أو وزارة الثقافة.. ومثلما يفعل بعض مالكي البيوت في غفلة من البلدية نفسها تحركت معاول الهدم لتغيير شكل البلدية التاريخي الذي صممه فرنسيون بعد نكبة الزلزال الستيني.

سعت بتلك التخريجة التي وصفت ب"المزاجية"  لإخراج المواطنين من قسم الحالة المدنية والاكتفاء بتسليمهم الوثائق المطلوبة من الشرفات دون تمكينهم من الدخول إلى قصر البلدية، لكنها تصرف اعتبر غير محسوب تصدت إليه فعاليات  مختلفة، ونجحت في أقل من 24 ساعة في توقيف الهدم والشروع في إرجاع الأمور إلى أصلها.

جمعية المهندسين المعماريين كانت أول هيئة تصدت لهذا الخرق المعماري فراسلت المجلس البلدي للعدول عن إحداث هذا التغيير في واجهة القصر البلدي، ولم يعر الرئيس لتنبيهها أية أهمية كما لم يلتفت نحوهم لإقناعهم بما هو مقدم عليه.

وفي خضم ذلك وقعت متحولات سياسية في نفس اليوم حيث أصدر الاتحاد الاشتراكي بأكادير بلاغا شديد اللهجة يندد بتغير المعالم الهندسية للبلدية، ووجه النائب البرلماني عن حزب الجرار يوم أول أمس سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، فتحركت مصالح ولاية أكادير متأخرة لتأمر بتوقيف أشغال البلدية عشية يوم الإثنين ومباشرة بعد ظهيرة يوم أول أمس الثلاثاء استقدم رئيس المجلس البلدي الآجور الأحمر والرمال والإسمنت لترقيع وإغلاق الأبواب والشرفات الخارجية التي تم إحداثها

وكان عبد اللطيف وهبي القيادي بحزب الجرار ساءل وزير الداخلية عن "الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لفتح. تحقيق في هذه النازلة، وأضاف وهبي في سؤاله أن "صورا تم تداولها على نطاق واسع طيلة يوم الاثنين، ، تفيد إقدام جماعة أكادير على هدم أجزاء من واجهة مبنى القصر البلدي، في سابقة هي الأولى من نوعها باعتباره تراثا ثقافيا وإرثا رمزيا للمدينة ولجهة سوس ماسة."

واستغرب حزب الاتحاد الاشتراكي بدوره لواقعة الهدم التي صدرت "عن مؤسسة عهدت إليها قوانين التعمير من أجل حمايتها وردع المخالفين لها. لتصبح هي نفسها من يقوم بهذا الخرق، و يكون مكان الخرق هو بناية الجماعة ذاتها التي يرتادها المواطنون يوميا ؟ كيف يمكن بعد اليوم ان تطلب الجماعة من المواطنين احترام مقتضيات وثائق التعمير وهي تخرقها جهارا و بقصر البلدية ذاته ؟ 

أحداث أنفو حاولت الاتصال بالرئيس، غير أنه لا يرد على المكالمات يوم أمس، واشارت مصادر من البلدية مقربة من المجلس أن القصد هو تيسير الخدمة على عموم المواطنين غير أن الأمر أخذ ابعادا أخرى ذات طبيعة سياسية.