مجتمع

 التشكيلية المغربيةفاطمة بوسعيد ...ابداعات تشتغل على تعبيرات غير اعتيادية 

مجيدة أبوالخيرات الخميس 27 ديسمبر 2018
بوسعيد1
بوسعيد1

AHDATH.INFO

تشارك الفنانة التشكيلية فاطمة بوسعيد حاليا بجديد أعمالها الفنية في  معرض فني جماعي برواق الخزانة الوسائطية بمدينة خريبكة ، والذي تنظمه جمعية أركان  احتفاء بالثقافة والتراث الأنغولي الى جانب 35 فنانة وفنانا من بعض الدول الافريقية ، وقد لقيت أعمال هذه الفنانة التي أتت الى عوالم الفن التشكيلي من البحث والدراسة الأكاديميين ـ أستاذة الفنون التشكيلية بمدينة سلا ـ استحسان الفنانين والفنانات المشاركين في الدورة الثالثة لمايطبع أعمالها منعمق الرؤية واشتغال بالغعل ىالتنويع والتطوير لمشروعها الجمالي، متمسكة بفضيلة الاختلاف وملتحفة إزارالبحث والتنقيب،هذاما يجعل أعمالها الفنية محط إطراء نقد يغيرمشوش عليه،وترحيب من طرف عموم جمهورالفن التشكيلي .

والفنانة فاطمة بوسعيد اكتشفت الرغبة الملحة في القول التشكيلي منذ زمن من طفولتها الحالمة ، فداعبت عددا وافرا من الأساليب الصباغية ، كما خبرت مجموعة من التقنيات والمهارات في مجال التلوين التركيب ، لأنها تحمل في دواخلها هواجس البحث في عوالم الفن التشكيلي الرحب والعميق ، انها  تعشق اللغة التشكيلية ، لأنها جوالة ليس فقط في الاماكن والوضعيات الانسانية ، وانما في التجارب الاسلوبية ، والاتجاهات البصرية . فاطمة بوسعيد مشبعة بالحضور ، متفاعلة مع سحر اليومي بكل مقوماته الطبيعية والبشرية . هكذا تسجلي بأسلوبها الغرائبي عوالمنا المؤسطرة بلغة ايحائية لا تقريرية فيها ولا منبرية فوتوغرافية ، الأمر شبيه بتعليق شعري على كياننا الوجودي الذي أرادته فنانتنا أن يكون جزء من حياتنا اليومية بكل دلالاتها ، أحلامها وانكساراتها....

تقوم فاطمة بوسعيد في بحثها الدائم بالاشتغال على تعبيرات غير الاعتيادية، وذلك بإطلاق طاقاتها الإبداعية وبكشف عن أساليب جديدة و مغامرات تشكيلية بالمعنى العميق للمصطلح. وللتأكيد على استمرارية بحثها ، فإن بوسعيد تعرض لوحات وأعمال بارزة وتنصيبات فنية ، مما يوضح بشكل جيد نموذجها القائم على الترجمة البصرية المستنيرة، أي جعل البيئة والمحافظة عليها في صلب اهتماماتها الفنية والجمالية .

وحسب قراءات بعض النقاء الجماليين الذين تعرفوا على لوحات الفنانة فاطمة بوسعيد بمعرضها الجماعي الأخير ، فإنها تشتغل في تجربتها الصباغية الحالية ، على اللغة الصامتة للإيقاع بكل تنويعاته ، وابدالاته ، ويحيل مقتربها البصري في عملها التشكيلي والرمزي ، على الجوهر الانساني للوجود . انها ترسم الايقاع المتعدد بدل أن تكتب أو تتكلم ، لكن ما تبرزه يحدثنا ويمنحنا متعة التعبير عن أبجدياتنا الأولى . فعلى غرار الجميل ، يدل الايقاع على شيء أخر يتجاوز الظاهر . ان الايقاع في أعمال التشكيلية بوسعيدي تمظهر تجريدي للفكرة والحلم معا ، فهذه الخصوصية تضفي على تجربتها الحالمة والواعدة قوة بلاغية ، اذ الايقاع حكيم مثل الصورة .

لوحات الفنانة التشكيلية بوسعيد تتقاطع ولا تتشابه ، هاجسها المشترك هو استنباط حالات الروح وهي تكابد جراحات الواقع وتناقضاته الصارخة ... ثمة شيء يشبه القلق وحيرة العارفين ...كل اللوحات تتنفس هواء الرفض ... لكنها تمتلك الحق في الحلم وفي الحياة وفي الجمال وفي مستقبل يحضنه الأمل والحب...

فاطمة بوسعيد مبدعة في الظل ...فنانة مثقفة تطور شغف نفسها وتغامر في البحث عن التجاذب والتعالق بين الفن والحلم والحياة ، فهي دائمة التوقد كطفلة تعيش مخاض الكشف والمكاشفة وتفتح للوحة بوابات الدلالات اللانهائية ، تنقيبا عن جدورنا المشتركة .