الكتاب

#ملحوظات_لغزيوي: من الخرطوم إلى فاس !

المختار لغزيوي الخميس 27 ديسمبر 2018
Capture d’écran 2018-12-27 à 15.14.04
Capture d’écran 2018-12-27 à 15.14.04

AHDATH.INFO

موسم الهجرة إلى السودان

يافاس حيى الله أرضك من ثرى، هكذا غنى المغني الرائد، فرد عليه الشاعر "فاس والكل في فاس"، قبل أن تأتي سيارة الجيب الأمريكية الصنع حاملة حامي المستشار البرلماني يوم الثلاثاء مرفوقا برئيس الحكومة السابق ابن كيران وبعمدة المدينة الإدريسي وببقية الشلة لأجل النصرة وتقديم يد العون، وإعلان المساندة الظالمة أو المظلومة، لا يهم للأخ في رحلة كفاحه ضد القضاء المغربي

كيف يمكن أن نقرأ بهدوء موقف رئيس الحكومة السابق وقيادات العدالة والتنمية من متابعة حامي الدين من جديد بتهمة ظلت تلاحقه منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يستطع التخلص منها إلى الآن؟

القراءة الهادئة الوحيدة تقول إن هذا الموقف كان منتظرا من الحزب ومن قياداته، التي تعرف الكثير عن هاته القضية المسماة قضية آيت الجيد، لكن تعرف بالمقابل أن الاعتراف بالمسؤولية التاريخية أو إعادة المحاكمة من جديد أو أي تقليب لهاته المواجع معناه توجيه ضربة قوية للبيجيدي لم يعد حملا لها بعد سبع سنوات من التدبير والاستنزاف الحكوميين

ابن كيران وحش سياسي يعرف ماذا يفعل بالتحديد، ويعرف جيدا أنه لا يملك خيارا آخر غير خيار إعلان المقاومة في وجه القضاء وإن بدا أنه ضد دولة المؤسسات، وإن ظهر أنه يضرب مبدأ استقلال القضاء في الصميم، وإن اتضح أنه ينزع بشكل شبه نهائي الآن قبعة رجل الدولة، ويعتمر "برنيطة" الزعيم الطامع فقط في الحفاظ على ماتبقى من البيت الحزبي

من هاته الناحية الرجل لا يلام إطلاقا، لأنه وفي عز انشغاله الحكومي أثناء ترؤسه الحكومة لم ينس يوما قبعة الزعيم الحزبي، وظل موزعا بين تدبير شؤون كل المغاربة - مثلما يفرض ذلك منصبه رئيسا للحكومة - وبين التفكير في مآلات حزبه الانتخابية اليوم بعد الآخر إلى أن انتصر جانبه الحزبي في نهاية المطاف على جانب رجل الدولة فيه، فكان الإعفاء وقبله ما أسماه هو وطائفته "البلوكاج" مما أصبح الآن في عداد التاريخ وإن كان مؤثرا بشكل كبير في الحاضر الذي نحياه وفي مختلف التطورات

ما القادم الآن؟

لاشيئ. سننتظر فبراير المقبل لكي نرى إن كانت عقلية "عدم تسليم أخينا للقبيلة الأخرى" ستنتصر، أم أن عقلية تدبير الأمر بمنظور أكثر رصانة هي التي ستكون لها الغلبة

في انتظار ذلك، وجه الرجل من حيث يدري ضربة قوية لاستقلال القضاء المغربي، وأعطى كل الذين يشرعون أفواههم سبا وشتما في العدالة المغربية دليل لم يكونوا محتاجين إليه لتوطيد ادعاءاتهم وتأكيد زعمهم

شكرا شكون؟

شكرا عمو ابن كيران بطبيعة الحال...