مجتمع

أسرة من 10 أفراد تسكن بحفرة.. والشوباني يكتفي بالتقاط صور تذكارية معهم

محمد فكراوي الاثنين 07 يناير 2019
1
1

AHDATH.INFO

 

أسرة من 10 أفراد تعيش في حفرة وسط الصحراء جنبا إلى جنب مع بضع عنزات و كلاب للحراسة...

المأساة تدور فصولها بجماعة النزالة الواقعة فوق النفوذ الترابي لدائرة الريش بإقليم ميدلت، التي اضطر بها رب أسرة إلى حفر حفرة لا تتجاوز مساحتها الـ10 أمتار تقريبا ليلجأ أليها و زوجته و أبنائه الثمانية هربا من قسوة البرد بقفار الجنوب الشرقي التي تنزل بها درجات الحرارة بالليل إلى تحت الصفر.

رب الأسرة، الذي يعاني من الفقر و المرض، اضطر إلى أن "يدفن" أفراد اسرته بالحفرة بعدما عجز عن توفير سقف يأويه هو و فلذات أكباده المحرومين الذين لم تطأ أقدامهم مدرسة رغم بلوغهم سن التمدرس..!

كما اضطر الرجل لحفر حفرة مماثلة اتخذها كحظيرة لإيواء عنزاته وحمايتها من انخفاض درجة الحرارة و إلى جانبها كلاب الحراسة.

الكشف عن المأساة يعود الفضل فيه إلى بعض الفعاليات المدنية المحلية التي ما إن بلغها نبأ ما تعانيه الأسرة المنكوبة حتى سارعت لتوجيه نداء استغاثة لرئيس جهة درعة تافيلالت الحبيب الشوباني الذي قام بزيارة تفقدية للحفرة التي يسكنها الرجل و عنزاته.

ليعود بعدها المسؤول المذكور من حيث أتى دون مد يد العون للأسرة المنكوبة، حيت اكتفى، و كأنه سائح مر من هناك، بنشر صور للحفرة و قاطنيها على حسابها الفيسبوكي مرفقة بنص أدبي منمق عبّر من خلاله عن "حزنه و أسفه" للوضعية الصادمة التي وجد عليها راعي العنزات... و كفى الله بذلك المؤمنين شر القتال.

قبل أن يعود الشوباني لاحقا و ينشر تدوينة ثانية "بشّر" فيها حوارييه بأن وزير التربية الوطنية تفاعل مع منشوره الأول و أنه عبّر له عن التزامه بالقيام بالمتعين لتمكين أبناء الأسرة المنكوبة من التمدرس، دون أن يكشف خطة مجلسه، إن كانت له خطة، للقيام بما ينبغي القيام به لإيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها عموما الرُّحَل بالمنطقة.

واكتفى الرجل بتوجيه دعوة من أجل تكثيف الجهود والتعاون من أجل شطب هذه الظواهر من مجتمعنا (كذا)، قبل أن يضيف أنه لابد أن نصل بسرعة لوضع تكون فيه شبكات الحماية الاجتماعية المختلفة ( الدولة..المجتمع المدني..الخواص..) قادرة على إعدام هذه المشاهد والقضاء عليها نهائيا (كذا)...

هكذا تكلم رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت محمد الشوباني عن محنة الأسرة المدفونة بحفرة تحت الأرض، نافضا يديه من المشكل و كأن لا مسؤولية له و لمجلسه عن الوضعية المأساوية التي يعيشها عموم الرحل بالصحراء الممتدة على طول الحدود الشرقية و الذين يعاني العديد منهم من نفاذ المؤونة مع حلول الأيام الأولى للشتاء...