مجتمع

في انتظار الأمطار.. فلاحون يتسلحون بالأمل في مواجهة "الجريحة"

رشيد قبول الثلاثاء 15 يناير 2019
CA7C8FF6-C15D-473E-A449-F59A34A0C517
CA7C8FF6-C15D-473E-A449-F59A34A0C517

AHDATH.INFO

«الله يرحمنا»، دعاء طالما تردد خلال مختلف الاتصالات التي ربطناها أو اللقاءات التي عقدناها مع عينة من الفلاحين أمام حقول زراعية، بدأت خضرتها تميل إلى الإصفرار.

كان الجميع يتوجه إلى السماء استدرار لجودها، لعل المياه تنهمر كما جادت السماء بداية هذا الموسم، لتكتمل الفرحة ويعم الاطمئنان.

من جولة ببعض الحقول بمنطقة حد السوالم، الخاضعة لنفوذ عمالة اقليم برشيد، كانت رحلة موقع «أحداث أنفو»، لاستقراء آراء الفلاحين حول زراعاتهم، خاصة بعد موجة البرد القارس التي تعم المغرب خلال هذه الأيام.

موجة اعتبرها كل من التقيناهم عادية، نظرا لتزامنها مع ما يسمونه شعبيا بأيام "الليالي". وهي الفترة التي تبدأ مع حلول شهر يناير، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أرقام قياسية، ويحس بانخفاض درجات الحرارة الجميع.

 غير أن بعض الفلاحين، ومنهم «ميلود الجامعي»، الذي يملك أراضي فلاحية ينوع مزروعاتها كل موسم، يعتبر أن "الليالي هاد العام قاصحة شوية"، حسب تعبيره. 

وفِي تفسير الإحساس الجلي بانخفاض درجات الحرارة، يرى هذا الفلاح أن «تأخر سقوط الأمطار خلال شهر دجنبر، والأسابيع الأولى من شهر يناير جعل موجة البرد شديدة»، وهو ما ظهر - حسب رأي المصدر ذاته - على «الحقول الفلاحية»، المزروعة بأنواع من الحبوب منها «القمح أو فارينة»، حيث أكد الفلاح ميلود الجامعي أن «انخفاض درجات الحرارة، وموجة الجريحة، أثرت في المزروعات، ما جعل الاصفرار يغزوها».

ورغم هذه الأضرار الأولية التي بدت على بعض الحقول الفلاحية، إلا أن عددا من الفلاحين يرون أن «هطول الأمطار خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، من شأنه أن يصلح ما أفسدته الجريحة»، حيث قال أحد الفلاحين الذي تجاوز عمره السبعين عاما «أن ما أفسده البرد يصلحه الماء، لكن ما أفسده الماء لا تصلحه الشمس»، معتبرا أن «الأمطار التي تهاطلت خلال الأشهر السالفة، ومع بداية الموسم الفلاحي، ساهمت في إنعاش الغطاء النباتي، حيث أوجدت الكلأ للمواشي»، وهو ما أعفى "الكسابة"، حسب رأيه من «مصاريف الأعلاف».

وفِي الوقت الذي يرى فيه فلاحو الحبوب أن الأمل في انتعاشة وضعيتهم رهين بتساقط الأمطار، أحصى مزارعون آخرون يختصون في زراعة الخضر عددا من الأضرار التي لحقت بمزروعاتهم، حيث تضررت أنواع من الخضر من قبيل "الجلبانة"، التي تأثرت ثمارها بموجة البرد القارس، أو ما يسميه الفلاحون ب "الجريحة".

وكما عاينا خلال جولة ببعض الحقول بمنطقة برشيد، فإن موجة البرد ساهمت في إضعاف منتوجات عدد من الحقول المخصصة لزراعة الخضر، حيث تسبب "الجريحة" في إتلاف مزروعات عدد من الحقول، كما ساهمت في مناطق أخرى في تأخر نمو المحاصيل الزراعية، ما جعل بعض الفلاحين يتوجهون بالدعاء أملا في تساقط قريب للأمطار يجنبهم خسائر زراعة بذلوا من أجلها الكثير من الجهد والمال.