السياسة

الرجل الذي وضع معايير الصحافة منذ 50 عاماً: فهمتموني غلط!

متابعة السبت 19 يناير 2019
Capture d’écran 2019-01-17 à 21.23.09
Capture d’écran 2019-01-17 à 21.23.09

AHDATH.INFO

قال الأكاديمي الذي كان أول من حدَّد معايير الصحافة وجوهر الصحافة الإخبارية، إنَّ وسائل الإعلام أساءت فهم عمله، وأصبحت شديدة السلبية والإثارة والتخاصمية.

وأشار إلى الأخبار لو استمرت في عكس العالم بهذه الطريقة العدائية، فإنها سوف تُولِّد سلبيةً قصوى و»توتراً متزايداً بين المركز والأطراف عالمياً ومحلياً على حدٍّ سواء».

وهو ما أكدته الدراسات الأكاديمية الحديثة التي خلصت إلى أنَّ الأخبار التشاؤمية تجعل المستمعين يشعرون بالعجز، ويكونون أقل احتمالاً للمشاركة في حل المشكلات العالمية.

وأوضح يوهان غالتونغ، الأستاذ الجامعي النرويجي الذي كتب بحثاً علمياً رئيساً منذ أكثر من 50 عاماً مضت، أدرج فيه عدداً من العوامل، منها الصراع والآنية، بوصفها سمات مميزة للتقارير الإخبارية، إنَّ عمله كان المقصود من ورائه أنه يكون تحذيراً لا مرشداً.

وأشارت صحيفة The Guardian البريطانية إلى أن دراسة غالتونغ أدرجت، عام 1965، معايير الصحافة التي يبدو أنها تُشكِّل أساس التقارير الإخبارية، واكتشفت أنه على الرغم من أهمية عاملي الأهمية والحداثة، فإنَّ الإثارة والصراع كانا مهمَّين بالقدر ذاته. ومنذ ذلك الحين ودراسة غالتونغ هذه يُنظَر إليها على أنها المعيار الذهبي للصحافة الإخبارية.

لكنَّ غالتونغ قال في مقابلة صحفية، إنَّ تعريفاته كانت تهدف إلى إظهار خطأ الأخبار. وشدَّد على أنَّ ورقته قالت إنَّ الأخبار لو استمرت في عكس العالم بهذه الطريقة العدائية، فإنها سوف تُولِّد سلبيةً قصوى و»توتراً متزايداً بين المركز والأطراف عالمياً ومحلياً على حدٍّ سواء».

وقال غالتونغ من منزله في جنوبي إسبانيا: «هذا سوء فهم كامل. إنَّ عملنا منذ بداية الستينيات كان مقصوداً به أن يكون تحذيراً من عواقب الانتقائية التي تتعامل بها وسائل الإعلام الإخبارية مع العالم. لكنَّ صناعة الأخبار الغربية اعتقدت أنني كنت أصف الطريقة التي ينبغي أن تسير بها الأمور، لا وصف ما كان يجري».

وقال غالتونغ، الذي سوف يلقي خطاباً أمام مؤتمر الصحافة البناءة السنوي بجنيف في الـ18 من شهر يناير 2019: «كنت أقول: ما تفعلونه غير مكتمل. أنتم تفوتون جزءاً رئيساً من صورة العالم».

لكنَّه قال إنَّ المحررين والصحفيين، لا سيما في الولايات المتحدة، فسّروا عمله على أنه «المعيار الذي يقوم من خلاله جيلٌ بعد جيل بتقديم العالم بانتقائية إلى الجمهور من خلال الأخبار».