أحداث ديكالي

جواد مبروكي :ما كان"طابو" في السابق لم يبقى كذلك مع الجيل الجديد

سكينة بنزين الاحد 20 يناير 2019
50469261_360826271414146_6950237149220306944_n
50469261_360826271414146_6950237149220306944_n

AHDATH.INFO

رغم مرور أيام على حرب "الكلاشات" بين مشاهير الراب المغربي، إلا أن النقاشات و "الملاسنات" العنيفة بين المعجبين تتناسل على مواقع التواصل، تزامنا مع محاولات جديدة لأسماء مغمورة للركوب على الموجة طمعا في حصد المزيد من المشاهدات، مسلحين بأكبر قدر من الكلمات "الصادمة" بالنسبة لجمهور لم يعتد هذا النوع من الغناء.

" هذا شيء يفوق أرشيفك الحاج .. من الأفضل غادر الصفحة وتنغم على كلشي راح مع الزمان"، بهذه العبارة الساخرة وغيرها أطلق عدد من "فانز" الراب حملة نقد معاكسة لكل الأصوات التي تعيب على فئة من الشباب الإعجاب والدفاع حد التعصب على لون غنائي يعتمد "الكلاش" الصادم، و المتابع للنقاشات "الحادة " يخلص أن هناك هوة كبيرة بين الفريقين يمكنها أن تحيل ببساطة على " صراع أجيال".

موقع "أحداث أنفو"، نقل جزء من المشهد للخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي، الدكتور والفنان التشكيلي، "جواد مبروكي"، الذي اعتبر أن ملامح الصراع بين الأجيال واضحة في النقاشات التي خلفتها "حرب الكلاشات" بين مغنيي الراب، و أرجع السبب إلى أربعة عوامل، أولها غياب الحوار والفكر النقدي داخل المنزل و المدرسة، مما  يجعل التربية مبنية على الإملاء بدون التدريب على النقد.

المبروكي اعتبر أن الدكتاتورية الدينية والأبوية والمدرسية، مسؤولة بطريقة أو أخرى عن دفع المراهق إلى الرغبة في التحرر من الطاعة العمياء داخل البيت والمدرسة والمجتمع بطرق مختلفة بما فيها الفن، إلى جانب إدراكه أنه ضحية ظلم مجتمعي يمارس عليه دون أن يكون له اختيار أن يولد داخله، مما يدفعه إلى الرغبة في التغيير  بجميع الأساليب السلمية والفنية وحتى العنف والانحراف.

و تعليقا على طبيعة الكلمات التي تم استعمالها في مقاطع غنائية أثارت استهجان من اعتادت أذنه سماع كلمات "مهذبة" وخاضعة لميزان العيب والحرام، اعتبر المختص النفسي أن الكلمات عموما تحمل رسائل كثيرة، « فلما يستعمل الفنان الكلمة فبالنسبة له، لها معنى خاص به ومن الصعب فهمه ومعنى عمومي. أما المتلقي بدوره يعطي معناه الخاص به للكلمة والذي بامكانه أن يكون مختلفا عن معنى الخاص للفنان. والمفهوم لكل شخص يكون نتيجة مفهومه الخاص والعمومي ولهذا لا نتفق دائما على مفهوم واحد لكلمة الفنان ولهذا يكون لها تاثير نفسي ومعنوي مختلف من شخص لآخر. وبالتالي يكون المعنى نسبي حسب فهم ومرجعية كل متلقي، فهناك من يراه أمر رائع وهناك من يراه استفزاز وهناك من يراه عنف وتمرد وانحلال خلقي».

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه "الأصوات الغاضبة" أن ما كان نشازا  يتجه نحو خانة فرض "الأمر الواقع" من خلال التطبيع مع كلمات قاموس "الطابوهات"، علق المحلل النفسي على الأمر بكون « الكلمات ومعانيها تتطور مع الأجيال, فهناك كلمات جديدة وغريبة على الجيل السابق ولا يفقه معانيها. كما أن هناك ما كان طابو في السابق ولم يبقى كذلك مع الجيل الجديد وباستعمال الكلمات في الفن تخلق توثر عن الجيل السابق ويعتبرها عنفا واستفزازا».

و أضاف المبروكي أن « الفنان له حس مختلف ونظرة خاصة للمجتمع ويضع إصبعه على المشاكل الحقيقية والمسكوت عنها».

و من بين أهم الملاحظات التي يمكن الوقوف عليها خلال تتبع التعليقات والتعليقات المضادة بين المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، استعمال كلمات عنيفة اعتبرها البعض مؤشرا لإمكانية تطور الأمر إلى عنف مادي يمهد له العنف اللفظي، واعتبر المحلل النفسي المبروكي أن «الكلمة علاج ومتنفس. بعض الشباب يلجئون إلى الفن ويجدون فيه وسيلة للتعبير عن عذابهم وآلامهم داخل المجتمع كما يعبرون عن طموحاتهم ويستعملون أسلوبا فنيا مختلفا يعبر عن شعورهم النفسي الداخلي ولهذا يرى الجيل السابق أن هذه الكلمات والأسلوب الفني يحمل رموزا وتحريضا على العنف».