بوابة الصحراء

البوليساريو والاتحاد الأوروبي

حكيم بلمداحي الاثنين 21 يناير 2019
1014871290
1014871290

بوابة الصحراء حكيم بلمداحي

في رد فعل قد يكون أرعنا وغبيا، أقدم ثلاثة من الموالين للبوليساريو بإحراق علم الاتحاد الأوروبي، تفاعلا مع مصادقة البرلمان الأوروبي على الانفاقية الفلاحية مع المغرب، وكذا التوقيع على اتفاقية الصيد البحري.

رد فعل الموالين للبوليساريو هذا، أو الذين يسمون بوليساريو الداخل، لن يكون مفاجئا، فهي خطوة تلقوا التعليمات بخصوصها منذ أسابيع، خصوصا خلال المناورة العسكرية للبوليساريو في المنطقة العازلة بأمهريز.

ومعلوم أن وفدا من بوليساريو الصحراء ممن يسمون أنفسهم نشطاء حقوقيين حضروا تلك المناورات، وتلقوا تعليمات بالاستعداد لتأجيج الأوضاع مع التهديد بالحرب.

تعليمات المناورة العسكرية سيتبعها توجيه من مصطفى السيد، الذي أعطى أوامر صريحة بالاستعداد للقيام بأعمال شغب في الأقاليم الجنوبية المغربية.

توجيهات قيادة البوليساريو لم تنطلق من فراغ. فقد كانت على يقين بأن الاتحاد الأوروبي سيستعمل المنطق وسينتصر للشرعية وسيوقع مع المملكة المغربية اتفاقية تحترم وحدة المغرب الترابية.

تيقن قيادة البوليساريو بأن مناوراتها قد انتهت بخصوص الضغط على الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالاتفاقيات مع المملكة المغربية، نابع من تيقنها من المنهجية المحكمة التي اتبعها الاتحاد الأوروبي مع الموضوع، وذلك من خلال بعث وفود للأقاليم الجنوبية وقفت فيها على حقيقة الأوضاع، وعلى زيف ادعاءات البوليساريو ومن يوجد خلفها.

لقد حل في السنة الماضية وفد من الاتحاد الأوروبي يمثل لجنة من البرلمان الأوروبي، وزار العيون والداخلة ومناطق أخرى، وأجرى لقاءات موسعة مع كل الفاعلين بمن فيهم الموالون لأطروحة البوليساريو، وزار المنشآت الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، وتيقن أن ما تدعيه البوليساريو ومن خلفها لا أساس له من الصحة.

لا غرابة في أن تفقد قيادة البوليساريو أعصابها، وتبدأ في التخبط من خلال ردود الفعل الخرقاء، منها التلويح بالعودة للحرب، أو بإعطاء أوامرها للكمشة الموالية لها بالأقاليم الجنوبية قصد اللجوء إلى الشغب، بكل بساطة لأن العلاقة الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حسمت فعليا نقاشا سياسيا وأغلقت باب مناورة هو آخر ما تبقى لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

الاتفاقيات الجديدة للمغرب مع الاتحاد الأوروبي تفيد بما لا يدع مجالا للشك أن الشرعية الدولية إلى جانب قضية المغرب الكبرى، وهي قضية أقاليمه الجنوبية. وبهذا يكون ملف الصحراء الغربية المغربية قد قطع شوطا مهما، بصعوبة وتعقيدات نعم، لكن بنتائج لصالح القضية العادلة للمغرب..

تبقى مناورات البوليساريو وصناعها جادة تتطلب حزما في التعامل. فبخصوص التلويح بالحرب، المسألة محسومة مسبقا وهذه حقيقة يعرفها قادة البوليساريو، أما في ما يتعلق بخلق قلاقل في الأقاليم الجنوبية، فإن السلطات مطالبة بالتعامل بحكمة وتبصر، يكون فيها للقانون الكلمة، مع احترام تام لحقوق الإنسان، وأيضا وهذا هو المهم الاستمرار في التنمية البشرية والمجالية