مجتمع

وزير الصحة يتحاشى الصحافة واصحاب الوزرات السوداء خلال زيارته لتطوان

مصطفى العباسي الاثنين 21 يناير 2019
1
1

AHDATH.INFO

بدت زيارة وزير الصحة العمومية، أنس الدكالي، للمستشفى المدني بتطوان، ظهيرة يوم الجمعة الماضية أشبه بزيارة "مهربة"، كما وصفها عدد من المنتمين للقطاع بالمنطقة من ممرضين وأطباء، والذين كانوا يتمنون ان تكون هاته الزيارة "فاتحة خير" على المستشفى، طاقم طبي ومرتفقين على حد سواء.

الوزير الوردي الذي حل بالمستشفى، في ظل تعتيم كلي، بحيث تم تعمد كتمان الخبر، على الصحافة، الاطباء والممرضين المسؤولين على عدد من المصالح، ولم يرافق الوزير، الذي فضل الحضور لحظة أذان الظهر تقريبا، لتفادي "الاكتضاض"، سوى المسؤولين الإداريين على مستوى المندوبية والمستشفى المدني، وطبيبان او ثلاث، ليست لديهم مسؤوليات تذكر.

وبدا واضحا، أن الزيارة التي كانت تحمل عنوان "تفقدية" لم تكن كذلك، حيث تحاشى الوزير منذ البداية لقاء او حتى رؤية الأطباء المحتجين، والمرتدين بدلات سوداء بدلا عن البيضاء، احتجاجا على الاوضاع المزرية للمستشفى المدني، على مستوى البنيات التحتية، الجواقم الطبية وانعدام الادوية، بما فيها الاستعجالية.

وظهر الوزير منذ بداية زيارته، التي اقتصرت على مصالح شبه فارغة، مضطربا ومتوجسا، مخافة أن يفاجئه أصحاب البدلات السوداء، المتمركز غالبيتهم بين المستعجلات، المركب الجراحي وبعض الاقسام التخصصية الأخرى، وهو ما جعله يتفادى زيارة اهم قسم وأسوئها على مستوى المستشفى، وهو قسم المستعجلات، الذي كان يتوجب الوقوف به على حالة المرضى ودويهم..

وعلق عدد من الاطباء والممرضين، على "مراوغات" الوزير ومن كان يقوده، لتفادي زيارة "النقط السوداء" بالمستشفى، مشبهين إياه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحساسيته المفرطة من الصدريات الصفراء، وهي الحالة التي انتابت الوزير من أصحاب البدلات السوداء، الاطباء المحتجين ضد الوضع السيء للقطاع على مستوى المنطقة ككل.

ارتباطا بذلك، علمت الجريدة، أن الوزير  أنس الدكالي، رفض الجلوس والحوار مع الاطباء المحتجين، المنتمين للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العمومي، والذين كانوا يأملون ان تكون الزيارة مناسبة للاطلاع على حال واحوال العاملين والمرتفقين. واكدت مصادرنا سبب رفض الحوار، لاصرار الوزير على ازالة الوزرات السوداء أولا، والعودة للبدلات البيضاء..

يذكر أن أطباء القطاع العام بتطوان، كانوا قد نفذوا يوم الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية، ختموها بارتداء الوزرات السوداء، بدلا من بدلاتهم البيضاء المعتادة،  بعد فقدانهم الامل في الوصول لحل، أو وجود من يستمع لاحتجاجاتهم ومطالبهم، المرتبطة بهم كأطباء، وأيضا في دفاعهم عن المرضى والمرتفقين، الذين يعانون الأمرين كلما قادتهم الظروف الى المستشفى العمومي.