ميديا

بالصور.. مقبرة للكلاب بطنجة

محمد كويمن الثلاثاء 29 يناير 2019
1-2
1-2

AHDATH.INFO

أول ما تذكره عمدة مدينة طنجة، حين أتيحت له الفرصة للحديث أمام أعضاء الحكومة، كان مقبرة الكلاب، بعدما حاول إثارة انتباه الحاضرين في اللقاء التواصلي الأخير لرئيس الحكومة مع منتخبي ومكونات المجتمع المدني بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى أهم المعالم التي تتميز بها مدينة طنجة وتعكس حقبتها الدولية.

وافتخار العمدة بوجود مقبرة الكلاب بطنجة، وضع ساكنة المدينة في حرج كبير، ما بين رغبتهم في دعوة جماعة طنجة إلى الحفاظ على هذه "المعلمة"، ومطالبتهم بإخراج مشروع المقبرة النموذجية لدفن المسلمين إلى حيز الوجود، بعدما أصبحت مقبرة "المجاهدين" الحالية غير قادرة على استقبال المزيد من الموتى.

وإذا كانت مقبرة الكلاب بطنجة، فريدة من نوعها على الصعيد القاري، وتشكل مرجعا تاريخيا للمدينة، فإن السلطات المحلية، لم تبادر إلى حمايتها لتبقى ذاكرة خالدة تجسد مرحلة مهمة من تاريخ المدينة، بعدما اكتفى العمدة بذكرها خلال إشارته لتاريخ طنجة الدولية، دون أن يهتم المجلس الجماعي بالوضعية المزرية التي آلت إليها هذه المقبرة.

وتحول موقع مقبرة الكلاب بطنجة، الذي كان يضم في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي مقر جمعية خيرية تعنى بالكلاب المريضة والمشردة، قبل أن يتحول مع بداية الأربعينات إلى مقبرة، (تحول حاليا) إلى مكان مهمل، بعدما صار الولوج إليه صعبا.

بل لا توجد أي علامة تشير إليه لكي يتعرف إليه زوار المدينة، وغطت الأزبال والنباتات قبور الكلاب ولوحاتها الرخامية التي يعود تاريخ البعض منها إلى حوالي 80 سنة مضت، حيث كان أول كلب دفن في هذه المقبرة سنة 1943 في فترة طنجة الدولية.

وأمام كثرة دعوات ساكنة المدينة الموجهة للمسؤولين من أجل الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية لطنجة، بعدما صار مجموعة من منها في طريقه للاندثار في غياب الصيانة والحماية القانونية، فإنهم يستحيون من المطالبة بالاهتمام بمقبرة الكلاب، خاصة وأن ما تعانيه مقابر البشر من إهمال وسوء التسيير، وما تتخبط فيه المدينة من مشاكل تدبير الشأن المحلي، يجعل التفكير في كلاب طنجة الدولية خارج تغطية طنجة الحالية.