AHDATH.INFO
مجموعة تساؤلات ظلت عالقة خلال الندوة الفكرية التي أقامها فرع بنسودة للجمعية المغربية لتربية الشبيبة " أميج " يوم الأحد الماضي بمدينة فاس حول " الإبداع .... وسؤال الشباب المغربي " طرح خلالها منظمو الندوة ماهية سؤال حول دور الشباب المغربي في الإبداع ، وهل يمكن اعتبار الإبداع هو مكتسب أم يتم صقله بالمؤسسات الأكاديمية ، وهل يمكن التكلم عن إبداع شبابي في ظل التحولات التي يعيشها المجتمع ؟ وهل يمكن اكتساب الفكر الإبداعي في عصر معاصر تهاجمه العولمة المتوحشة؟ كيف يمكن للشباب أن يبدع في وواقع يعيش فيه المجتمع العربي والمغربي جملة من المنغصات التي تقتل حس الابتكار؟ .
الصحفي والناقد السينمائي " بلال مرميد " استغرب خلال الندوة كلام البعض في وجود فترة الذهبية عاشها الفن المغربي في العقود الماضي حتى تكون المقارنة بين الماضي والحاضر في مجال الإبداع الفني ، مشيرا إلى غياب تصور حقيقي حول الفني المغربي خصوصا في ظل انعدام معاهد للتعليم العالي على المستوى الجهوي في المجال الفنون وغياب حرية الإبداع وممارسة الفن بالمؤسسات التعليمية .
وبخصوص إبداع الشباب يرى الناقد السينمائي على طول السنوات المتعاقبة لم يتم فتح أبواب المؤسسات الإعلام الرسمي للشباب المبدع قصد اكتشاف مواهبه وإبداعاته الفنية ، وهو ما يدفع الشاب المبدع إلى تكسير الأبواب واللجوء للفن والثقافة المتمردة مغايرة ، غالبا ما يسجل على ظاهرة إبداع الشباب مؤاخذة كثيرة وبالتالي تصبح الإبداعات الفنية للشباب مادة خام تستدعي من الباحث والمهتم التعامل مع موسيقى الشباب والقدرة على تحليل الخطاب بالرغم ما تحمل موسيقاهم الراب أو كلاش من " ميوعة " أو الكلام النابي .
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
المخرج المسرحي " أمين ناسور " اعتبر أن الإبداع يفتقد اليوم بكل بساطة إلى سياسة ثقافية ولا يمكن تحميل الفنان المسؤولية أكثر من حجمه ، مبرزا أن الدعم الموجه للفرق المسرحية بات يطرح نقاش كبير وعليه لا يمكن أن تسمية الدعم المادي للفنان بالقدر ما هو خدمة موجهة للمواطن المغربي باعتبار الفنان أصبح وسيط بين الدولة والمواطن في تقديم خدمة عمومية مواطنة ــ منتوج مسرحي ــ بعشرات المدن المغربية كورزازات والراشيدية أو بوعرفة ، وفيما يتعلق بالإبداع أكد أن الفن المغربي هو متميز بشكل كبير على المستوى العربي وفرض اللهجة المغربية بقوة على مواطن الشرق الأوسط والخليج في المهرجانات العربية للمسرح .
يشير المخرج المسرحي أن المسرح المغربي لم يسبق عرف ممارسة الرقابة أو المنع على عروض المسرحية قياسا على ما تشهده الفرق المسرحية بالوطن العربي ، مقدما أمثلة كبيرة لمشاهد عروض مسرحية وكيفية تعاملها وتشخيص أحداث الربيع الديمقراطي في قالب فني .
الدكتور ومدير المركب الثقافي لبني ملال " طارق الربح " اعتبر الإبداع هو انتصار كبير على النظرة السوداوية والصورة السلبية التي تعكس المجتمع ، والتي غالبا ما تمنع الفرد من إبراز الطموح والحرية في الذات بالرغم من المشاكل والفقر ، وفي نظر الدكتور فالإبداع ليس غاية في حد ذاته بل هو أداة اشتغال والتعامل مع الإبداع ليس كعلاقته بالثقافة أو الفن كشرط وإنما هو لصيق بكل المجالات في العمل داخل أي مجتمع سواء كان في ( ثقافة ـ فن ـ فكر ـ إدارة ) ، على اعتبار أن المجتمع هو في حاجة لصفة الإبداعية وهي شكل من أشكال الاشتغال وليس هدف في حد ذاتها ، وضرورة تبني الإبداع كمسار للعمل لتحقيق التمييز والقيمة المضافة في جميع المجالات مشيرا كذلك أن مسالة الإبداع ترتبط بمعطيات محيطة وقريبة من الفرد .