ثقافة وفن

إسبانيا تسلم "جثة" مسرح سيرفانطيس للمغرب لإعادتها للحياة

محمد كويمن الاثنين 11 فبراير 2019
0-1
0-1

AHDATH.INFO

"هرمنا من أجل هذه اللحظة"، هكذا علق البعض على خبر إعلان الحكومة الاسبانية تفويت مسرح سيرفانطيس للدولة المغربية، بعدما طال انتظار الجواب حول مآل هذه المعلمة الثقافية بمدينة طنجة.

وظلت المعلمة لسنوات طويلة عبارة عن بناية مهجورة آيلة للسقوط في أي لحظة، دون أن تنال حظها من ثمار اتفاقات عديدة مغربية إسبانية، لم تحسم في مصيرها، إلى أن صارت اليوم في حاجة إلى ميزانية ضخمة لإنقاذها وإعادة استغلالها، وهي المسؤولية التي أضحت تتحمل مسؤوليتها الدولة المغربية بعد "هدية" نظيرتها الاسبانية.

القرار الذي صادق عليه المجلس الوزاري الإسباني، باقتراح من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإسبانية، يوم الجمعة المنصرم، كان مشروطا بالتزام الحكومة المغربية بالقيام بأشغال ترميم مسرح سرفانطيس وإعادة تأهيله ليساهم في تعزيز البنية الثقافية للمدينة، وقد دفع الحكومة الاسبانية إلى اتخاذ هذا الإجراء، عدم قدرتها على الاستثمار في ترميم المسرح وصيانته وإصلاحه لإعادة فتحه أمام الجمهور.

ويتطلب ترميم مسرح سيرفانطيس ميزانية ضخمة، حسب العديد من الخبراء المهتمين بالمآثر الأثرية والتاريخية، باعتبار أن مصاريف ترميم أي منشأة تاريخية يتطلب مصاريف مضاعفة أكثر من بناء أي منشأة أخرى جديدة.

كما أن الحالة التي صار عليها مسرح سيرفانطيس، تطرح الكثير من التساؤلات حول كيفية الحفاظ على تصميمه التاريخي، بعدما أصبحت بنايته تحتفظ فقط بواجهتها الأمامية فيما تحول إلى خراب من الداخل، وهو ما يجعل أشغال ترميمه تتطلب تكاليف مالية مهمة وتستدعي التفكير في كيفية استغلاله من جديد كفضاء ثقافي، انطلاقا من التغييرات التي طرأت على محيطه وكذا التحولات التي تعيشها المدينة في إطار رؤية مخطط "طنجة الكبرى".

واعتبر مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بمدينة طنجة، بعد دعوته إلى مباشرة كافة المساطر القانونية و الادارية للتعجيل بأجرأة تنفيذ قرار الحكومة الاسبانية، (اعتبر) "أن التثمين الناجع لهذا القرار يمر بالضرورة عبر رصد الموارد المالية الضرورية لعملية التأهيل، مع أهمية توسيع دائرة التشاور و الانفتاح على الفعاليات المختصة و ذات التجربة في صياغة و بلورة تصور متكامل يتيح لمسرح سرفانطيس لعب أدوار ثقافية وسياحية وفنية جديرة بحمولته التاريخية".

وظل مسرح سيرفانطيس منذ إغلاقه سنة 1974، يعاني من الإهمال، بعدما سبق أن تنازلت عنه السلطات الاسبانية من خلال إبرامها عقد كراء رمزي مع جماعة طنجة، استمر من 15 غشت 1974 إلى غاية 1993، قبل أن يعود تحت تصرف الدولة الاسبانية، وينطلق مسلسل التشاور بين البلدين من أجل صيانته، دون التوصل إلى حل يرضي الطرفين.

لتبقى بناية المسرح في وضعية كارثية، إثر تعرض العديد من معالمها للتخريب، وفشل المفاوضات مع الخارجية الاسبانية لاستعادة هذه المعلمة، التي راهنت عليها السلطات المغربية لاستثمار قيمتها الفنية الثقافية ضمن الترويج لأهم المواقع التاريخية بالمدينة.

وهكذا وقبيل الزيارة المرتقبة للعاهل الإسباني للمغرب، تنازلت إسبانيا عن مسرح سيرفانطيس، أحد أشهر المعالم الإسبانية في الخارج، الذي يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1913، وكان في البداية في ملكية أسرة إسبانية، قبل أن يفوت إلى الحكومة الإسبانية سنة 1928، ويصبح في فبراير 2019 في ملكية الحكومة المغربية تحت شرط إعادته للحياة.