ثقافة وفن

نداء الرموز.. معرض فردي للفنانة رقية السميلي بتارودانت

محمد معتصم الثلاثاء 19 فبراير 2019
Capture d’écran 2019-02-19 à 12.53.16
Capture d’écran 2019-02-19 à 12.53.16

AHDATH.INFO

بدعم من وزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة ، ومديرية الثقافة بتارودانت ،تعرض الفنانة التشكيلية رقية السميلي جديد إبداعاتها الفنية برواق باب الزركان بمدينة تارودانت . المعرض الفردي اختارت له عنوانا دالا ومعبرا " نداء الرموز " ، والذي سيستمر من 23 فبراير الجاري الى 6 مارس المقبل .

تقدم لنا تجربة  رقية السميلي الفنية مساحة شاسعة للتأمل والتفكير، لأنها تنجز أعمالا فنية يتشابك فيها الذاتي والجمالي، انطلاقا من مرجعية غنية وثرية ، تلتقط عناصرها الأساسية من مسار حياتي يومي غني وعميق، لا تقصيه الفنانة رقية ولا تبعده، بل تستحضره، وتتركه يندس بشكل جمالي في لوحاتها الفنية التي تستهوي بالتتبع والاعجاب  والانبهار...

بعيدا عن أي تسرع، تشتغل رقية السميلي، وتؤسس لمشروعها الفني، الذي انجلت ملامحه خلال السنوات الأخيرة.. فهي تدرك المستويات الابداعية التي لا ترقى الى المطلوب الجمالي ، وأيضا تدرك حق الادراك ما يقع في الساحة الفنية، لذلك اختارت هذا الهامش الذي يؤسس لمركز حقيقي، وإن كان ذلك يتطلب وقتا وصمودا وتضحية..

مشروع هذه الفنانة الموهوبة ، مشروع حداثي منفتح على تجارب متعددة يروم الرقي بالفن الى مستويات العالمية ،فهي لا تسابق الى تنظيم معارض هنا وهناك ، وتكرار ذاتها الفنية من خلال المشاركة في  الملتقيات الفنية الجماعية ... لأنها تؤمن أن كل ذلك يدور في حلقة مفرغة ولا يفيد الفنان في شيء ... ، لذلك جاءت معارضها نقلات نوعية في مسارها ببصمات فنية خاصة بها تميزها وتتفرد بها .

تواصل الفنان التشكيلي رقية السميلي تألقها وتبصم على التميز والتفرد  من خلال معرضها الفردي بتارودانت  الذي اختارت  أن يكون قفزة نوعية في مسارها الفني الطويل والمتعدد ، حيث يعتبر هذا المعرض تحد للفنانة مع ذاتها ونفسها  ، لأنها تحمل بدواخلها رؤية ومشروع حداثيين كما تؤمن بأن المعرض الفردي هو سفر مع الذات في عوالم الفن التشكيلي .

وتعتبر رقية السميلي من الحساسية الجديدة في التشكيل المغربي، لما يطبع أعمالها من عمق الرؤية واشتغال بالغ على التنويع والتطوير لمشروعها الجمالي، متمسكة بفضيلة الاختلاف وملتحفة إزار البحث والتنقيب، هذا ما يجعل أعمالها الفنية محط إطراء نقدي غير مشوش عليه، وترحيب من طرف عموم جمهور الفن التشكيلي .

الفنانة رقية الى جانب اشتغالها على الرموز في أعمالها الابداعية ، فإنها تروض اللون وتجعله انسيابيا في لوحاتها خاصة اللون الأزرق الذي يضفي على لوحاتها مزيدا من الجمال والرقي. وتتسم أعمال هذه الفنان بالتجريدية والنهل من الإشارات والرموز الحلمية ، واستجماع منابع الطاقة الروحية لهذا المعطى الجمالي العربي الخالص، في ارتهان إلى مشروع خاص ومغاير هو سمة الاشتغال لدى هذه الفنانة .

لوحات الفنانة التشكيلية رقية السميلي تتقاطع ولا تتشابه ، هاجسها المشترك هو استنباط حالات الروح وهي تكابد جراحات الواقع وتناقضاته الصارخة ... ثمة شيء يشبه القلق وحيرة العارفين ...كل اللوحات تتنفس هواء الرفض ... لكنها تمتلك الحق في الحلم وفي الحياة وفي الجمال وفي مستقبل يحضنه الأمل والحب...

رقية مبدعة في الظل ...فنانة عصامية ، موهوبة تطور شغف نفسها وتغامر في البحث عن التجاذب والتعالق بين الفن والحلم والحياة ، فهي دائمة التوقد كطفلة تعيش مخاض الكشف والمكاشفة وتفتح للوحة بوابات الدلالات اللانهائية ، تنقيبا عن جدورنا المشتركة .