ثقافة وفن

الفنانة التشكيلية لبابة لعلج تكرم الراحل كارل لاغرفيلد

محمد معتصم الخميس 21 فبراير 2019
0-9
0-9

AHDATH.INFO

"كارل لاغرفيلد عبقري مبدع ، ملحاح ، مواظب ومثابر ذو رؤية عميقة ، إنه فنان طلائعي. " .

بهذه العبارات المفعمة بألم وحزن الفراق، صرحت الفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج في لحظة وداع المصمم العالمي والمصور الفوتوغرافي والمخرج والناشر كارل لاغرفيلد التي توفي يوم الثلاثاء الماضي بمستشفى باريس عن عمر ناهز 85 سنة ، وفق ما أعلنت دار "شانيل" الفرنسية التي كان مديرها الفني طيلة 36 عاما، وذلك   بعد نقله إلى مستشفى في منطقة نويي-سور-سين خارج باريس.

وظل لاغرفيلد أيقونة في عالم الأزياء على مدى نصف قرن واشتهر بارتداء البدلات الداكنة وتميز بشعره الأبيض القصير المصفف في شكل ذيل حصان وبنظارته الشمسية المعتمة. كما تميز بعمله مع شانيل لكنه كان يصمم مجموعات لدار أزياء فيندي التابع لشركة لوي فويتون مويت هينيسي وللعلامة التجارية التي تحمل اسمه.

كان لاغرفليد الملقب بـ "القيصر" يعرف كيف يقتنص الفرص. فقد صمم في 2004 مجموعة للعملاق السويدي للملابس ذات الأسعار المنخفضة "إتش أند إم"، ضاربا القدوة لمصممين آخرين. وكان يتقن اكتشاف المواهب في مجال الأزياء، مثل اكتشافه الفرنسية إنيس دو لا فريسانج والألمانية كلاوديا شيفر والبريطانية كارا ديلافين والأمركية الفرنسية ليلي-روز ديب والجزائرية زاهية.

وأكد برنار أرنو رئيس شركة لوي فيتون وفاة لاغرفيلد قائلا : " إن مصمم الأزياء الراحل الشهير جعل باريس عاصمة الموضة في العالم. حيث تضمن بيان لأرنو أنه "برحيل كارل لاغرفيلد نكون قد فقدنا عبقريا مبدعا ساهم في جعل باريس عاصمة الموضة في العالم وجعل فندي أحد أكثر بيوت الأزياء الإيطالية إبداعا، لقد فقدت الموضة والثقافة مصدرا عظيما للإلهام".

بدوره كتب الباحث السوري أدهم معتز كلمة معبرة جاء فيها:" لقد أبت الفنانة التشكيلية لبابة لعلج إلا أن تكرم بصيغة إبداعية خالصة رمزي شخصيتي كارل لاغرفلد وزاهية في عمليها التشكيلين : "زاهية وسط حلمها" (تقنية مختلطة ، 100x100 سم ، 2017 ) و"كارل لاغرفيلد أو العبقري المبدع" (تقنية مختلطة ، 100x100 سم ، 2017 ) .

تستحضر الفنانة سر شهرة العبقري الألماني مصمم الأزياء والمصور الفوتوغرافي والمخرج والناشر كارل لاغرفيلد الذي رعى واحتضن المجموعة الأولى لملابس البطلة زاهية بمناسبة آخر أسبوع الموضة الباريسي عام 2012 وقام بتصويرها الفوتوغرافي.

ترك طابعه الخاص في كل دار أزياء عمل فيها، وهو المصمم الرئيسي و المدير الفني لدار أزياء "شانيل" و "فيندي"، ثم أنشأ دار الأزياء الخاصة به، وخلال عقود أشرف على الحديث في عالم الموضة والازياء ووضع بصمته الخاصة، كما أصبح معروفاً حول العالم بأناقته الشديدة وشعره الأبيض ونظارته السوداء.

هكذا، جادت قريحة  لبابة بهاتين اللوحتين الغرائبيتين مدشنة بذلك، كسبق تاريخي بالمغرب، الإرهاصات الأولى لفن شعبي عجائبي ذي دلالات سوريالية بليغة المعنى والدلالة، فما استأثر باهتمام المبدعة ليس جمال لاغرفيلد و زاهية  أو شهرتهما بل قدرهما الوجودي المرسوم كمقاومة عنيدة لكل المثبطات والإكراهات. تقول الفنانة في هذا الصدد: زاهية ملكة الشجاعة. طاقتها الأنثوية ماء يدور.  مهما كانت الصخور، فقد عاشت حياتها دون ثقل الأحكام..

ما يثير نظرة المشاهد المتبصر، الإطار المغاير الذي رسمته الفنانة لبابة على خلفية وردية – بيضاء تخترقها المواد المختلطة على مستوى الوحدات البصرية التي تنزع إلى تبئيرها كالشعر والصدر ، تاركة عدة فضاءات منسابة وشفافة تشغل الحيز الكلي للوحة. زاهية في هذا العمل امرأة أخرى من خيال لبابة. انها زاهية لبابة . يا لها من علاقة تماهية بين الفنانة ونجمتها الأسطورية التي فتنت أوساط الموضة العالمية، وأغوتها ببلاغة الجسد وملحقاته.

لا جدال في أن الفنانة لبابة تسعى من خلال لوحتيها المرجعيتين إلى تخليد الوضعية  الاعتبارية والرمزية لهذين المثالين النموذجين كأمثولة للجمال ، والهالة والمواظبة والتفاني في الإصرار والتحدي . كتبت الفنانة لبابة في هذا الشأن : "كارل لاغرفيلد عبقري مبدع ، ملحاح ، مواظب ومثابر ذو رؤية عميقة . بالنسبة لي، إنه فنان طلائعي " .

لبابة حريصة على أن تجعل من لوحاتها الفنية بيانا إنسانيا يسلط الضوء على القيم النبيلة والمؤكدة التي تعزز هويتنا الوجودية في شكل طقس بصري توجيهي ، وحكاية تنويرية تستهدف التحسيس والتوعية .