مجتمع

مجلة "ذوات" تثير جدل مراجعة الإرث في عددها 53

سكينة بنزين الجمعة 22 فبراير 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

اختارت مجلة "ذوات" الثقافية العربية الإلكترونية الشهرية، الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إثارة ملف المساواة في الإرث في عددها 53 الذي عنونته ب " مراجعة الإرث.. جدل المساواة ورهان التغيير"، وذلك ضمن تناول شامل يسلط الضوء على مختلف جوانب الموضوع بمشاركة ثلة من الباحثين العرب.

وفي كلمة العدد التي تناولت السياق العام لنقاش الإرث داخل الساحة العربية خلال السنوات الأخيرة، اعتبرت "سعيدة شريف"، رئيسة تحرير مجلة "ذوات"، أن «إقرار المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في تونس كقانون»، رمى بشرارة الجدل داخل المغرب تزامنا مع انسحاب الباحثة  أسماء لمرابط، من رئاسة مركز الدراسات النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، إثر التضييق عليها بسبب آرائها المؤيدة للمساواة في الإرث، و تقديم عريضة بتاريخ 21 مارس (آذار) 2017 إلى الحكومة، موقعة من طرف مجموعة من المثقفين المغاربة، تطالب فيها بإلغاء التعصيب، وتدعم مطلب المساواة والقضاء على جميع أشكال التمييز، الذي يمثل التفاوت في الإرث غيرالمبرر، أحد تمظهراتها الرئيسة.

سعيدة شريف حاولت في كلمتها لهذا الملف الغني بالمداخلات، أن تسلط الضوء على عدد من المحطات المهمة التي عرفها موضوع الميراث، لتذكر بما نادى به "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" قبل أربع سنوات، وتحديدا 2015 حين أشار إلى ضرورة «ضمان نفس الحقوق في الميراث للنساء كما للرجال، ولكن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يترأس الحكومة منذ عام 2011، اعترض على تقريرالمجلس، واعتبر توصياته "غيرمسؤولة"، ولكن هذا لم يمنع المجلس من تقديم تقريرجديد (عام 2018)، دعا فيه إلى المساواة في الميراث بين المرأة والرجل، بناءعلى المتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، والذي تعيل فيه نسبة كبيرة من النساء أسرها، حسب إحصائيات المندوبية العامة التخطيط.»

تجدر الإشارة أن هذا الملف الذي أعدته الباحثة المغربية المتخصصة في السوسيولوجيا، هاجر لمفضلي، تحت عنوان "مراجعة الإرث.. جدل المساواة ورهان التغيير"، والذي قدمت له بورقة بعنوان "الإرث بين المنظور الفقهي ومبدأ المساواة"، سيتضمن أربع مساهمات بحثية لكل من الباحث الأردني الدكتور يوسف عبد الرحيم ربابعة بعنوان "الميراث بالتعصيب في القرآن: اختلاف الحكم الفقهي باختلاف الدلالة اللغوية"، و مساهمة للباحث المغربي الدكتورعبد الرحيم عنبي بعنوان "المساواة في تقسيم ممتلكات الأسرة بين تعاليم الفقهاء وأعراف المجتمع"، والمساهمة الثالثة للأكاديمي الجزائري محمد بكاي، بعنوان "النساء والـميراث ومدارات التـهميش: مواجهة جندرية لسياسة متعدّدة الأضلاع"، ثم المساهمة الرابعة للباحثة التونسية الدكتورة زينب التوجاني بعنوان "الحق في المساواة في الإرث: "الآن وليس غدا"".

أما حوار الملف، فمع الباحثة التونسية أستاذة الحضارة الإسلامية الدكتورة نائلة السليني الراضوي، التي اعتبرت أن المساواة الحقيقية لاتتحقق إلا بالمساواة في الإرث، كدعوة تنطلق من تمكين المرأة نفس حقوق الرجل، واعتبارالجنسين أفراد اًأساسيين في التركيبة الاجتماعية، وعدم اختزال المواريث في المنظومة الفقهية التي تكرس دونية المرأة وتحرص على فرض البنية الهرمية في المجتمعات الإسلامية.