الكتاب

#ملحوظات_لغزيوي: ردا على أخبار اليوم...محاولة فاشلة للقراءة !

المختار لغزيوي الاثنين 25 فبراير 2019
hqdefault
hqdefault

AHDATH.INFO

للأمانة، وللتاريخ  وللجغرافيا أيضا وللتربية الوطنية هي الأخرى ولا بأس بالأمر، حاولت جاهدا، وأنا في الإسماعيلية مكناس السبت الماضي، أن أقرأ ماجادت به قريحة زملائنا في "أخبار اليوم المغربية" من مكتوب حمل وصف "الافتتاحية" في عدد الويكاند حولنا وحول جريدتنا، ولم أستطع. لكنني حاولت وحاولت احتراما لشروط الزمالة (وهاد الشي ديال الزمالة صعيب ) التي تفرض علينا التفاعل مع مايكتب عنا ويفرض قليلا أو كثيرا من الرد المؤدب واللطيف…

أعدت قراءة المقال مرارا وتكرارا، وبدأته من بدئه الأول، أي من اليمين إلى اليسار، ثم قلبت الآية وحاولت قراءته بالإفرنجية ولغات العجم من اليسار إلى اليمين، وقلت ربما تقدمه الجريدة التي نشرته مقلوبا أي تشرع فيه من نقطة النهاية وتذهب صاعدا حتى الكلمة الأولى، فشرعت فيه من أخمص قدميه صاعدا إلى الرأس لكن لا حل دائما.

عدت لأختار أفضل الأشياء، أي الوسطية والاعتدال وشرعت في تلاوته من المنتصف، بأن أقرأ جملة هنا وأعود إلى مقابلها في الجهة الأخرى، وكانت النتيجة دوما وأبدا تعيد نفسها وتتمدد وتكرر ذاتها حد الملل الشديد منها، وحد كثير التبرم...

نتيجة تقول "اللهم ارحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم"..وحظ توفيق العاثر وضع في طريقه خلال هاته الأزمة "أصدقاء" لم يتوقفوا يوما بفعل دفاع جد "مستميت" وجد بليد عن توريطه أكثر فأكثر، (ياأخي لكأنهم يفعلون ذلك عمدا لأنهم انتعشوا منذ اعتقاله والله أعلم بالنوايا).

ومن اللحظة الأولى التي ابتدأ هذا الفيلم الساخن "الثقافي" المسمى الأشرطة الجنسية لمدير نشر الجريدة المذكورة، التي لا نعرف لها مالكا ولا ملاكا حقيقيين اليوم، (عكس الأحداث المغربية التي يمكن أن تكتب وأنت مسرور وفخور بالأمر إن مالكها هو أحمد الشرعي رفقة آخرين يعرفهم القاصي والداني داني بطبيعة الحال)، طالما أن الأمور هناك في الجريدة الزميلة لازالت في طور التباس كبير جعل الغموض المالي ينضاف إلى الغموض التحريري و"الرضى" الذي كان يشتم من ثنايا مايكتب فيها سابقا قبل اعتقال ناشرها…(منذ ابتدأ هذا الفيلم) وأنا أقول لنفسي ولزملائي ولكل من يحدثني عن هذا الموضوع "إن أسوأ من يزيدونه توريطا هم من ينبرون للدفاع عنه لأسباب تبدو للكل غير واضحة جدا، بدءا من النقيب إياه القادم من أزمنة مغربية أخرى، مرورا بكل "المتطوعين" الأكارم، وانتهاء بحملة اللواء من قادة الحزب إياه وبالتحديد من  تيار معين داخل هذا الحزب  اختار النصرة الظالمة، وقرر أن يتبنى المعركة بحذافيرها دون تبين ودون استماع للضحايا، اللواتي قرر منذ البدء أنهن مجرد نساء امتلكن جرأة كشف ما أراد سي السيد فعله بهن ومعهن. وهذه مسألة يعتبر المنتمي لمجتمعات مثل مجتمعاتنا لديها مشكل عويص جدا مع النصف السفلي من الحياة، أنه لا حق للمرأة بها مهما وقع وكيفما كانت التطورات…

المهم، حاولت القراءة ولم أستطع. شيء ما من غبش كان يعتري الأعين مني بين الأسطر، جعلني أقول إن ماتم خطه لم يكن في حالة صفاء ذهني ولا روحي ولا مادي ولا معنوي ماجعل الرغبة في خط الأسطر قرب بعضها و"التشيار" بالمصطلحات والأسماء يُفْقِدُ المكتوبَ معانيه، ويُسْقِطُ عن المراد منه مغازيه، ويجعله دون رسالة اللهم ذكر إسم هاته الجريدة المسماة "الأحداث المغربية" وذكر إسم مديرها العام ثم الفرار بعيدا نحو آفاق "التلفة" التي ضربت الأهل هناك في مقتل فعلي..

لذلك لا اكتراث، وحتى هاته الكلمات القليلة هي فقط لرفع العتب ولإيصال الرسالة أننا قرأنا ولم نكترث، وأن الواقع أقوى بكثير من الصمود أمام الكذب الفعلي عليه لأسباب  جد صغيرة ترتبط بالمعيش وبتدبير اليومي وبالرغبة في التسلق مما أصبح يفهمه حتى زملاء لنا هناك ويحركون الرؤوس أسفا ويقولون "ياله من مآل وياله من مصير ».

باختصار "بففففف » مثلما نقول حين التأفف الكامل وكفى. هناك أشياء أهم في الحياة وجب الحدث عنها والاهتمام بها، في مقدمتها هاته الافتتاحيات والآراء والأعمدة والزوايا التي أضحت مشاعا متاحا لخلق الله أجمعين، لا تميز بين مُمْسِكٍ بالقلم قادر على فعل شيء عاقل به، وبين ممسك بقلم من نوع آخر يشهره على الناس بطريقة بذيئة وبعيدة عن التربية الحسنة، وعن الأخلاق العامة، وعن عديد الأشياء المتعارف عليها بين خلق الله الأسوياء..

هاته الحكاية، عكس الافتتاحية "التالفة" إياها تؤرقني فعلا، لأنني أقرأ منذ حداثة السن الأولى الجرائد المغربية (ومعها الجرائد العربية والعالمية وأستطيع أن أفهم إلى حد بعيد مقالا مكتوبا بالإنجليزية وأن أميز بين ما جاء في "الوول ستريت جورنال" مثلما أسمتها الافتتاحية وبين ما لم يأت فيها قط وهيأته الترجمة التقريبة أو "ترجمة غوغل" بالإضافة إلى الأمارة بالسوء أو النفس اللعينة لمن اقترف تلك الأسطر)، وأعرف أن فعل العمود هذا أو الزاوية أو الرأي أو الافتتاحية أو ماشابه هاته الأركان، كان في زمن سابق حكرا على كبار الكبار، على نخبة النخبة، على صفوة الصفوة وعلى زبدة الزبدة.

اليوم طبعا وبسببنا جميعا، وأنا لاأبرئ نفسي من هذا المناخ المنحط العام، أصبحت الحكاية متاحة للجميع حد حرمان هذا الجنس الصحافي المتميز والممتع قيمته، وحد جعله يتيما في مأدبة اللئام، يعتدي عليه العابر الأول منا، ويكيل له العابر الثاني ضربة الموت، ويعاجله العابر الثالث بقبلة القتل وهكذا دواليك…

وإني لا ألوم أحدا على شيء، ولا ألوم شيئا على أحد في هذا الأمر، فأنا لست من « عباد اللومة » كما أنني مقتنع بأن سنة الله في خلقه وعباده جرت بأن تكون الأشياء هكذا، وأن يتوفر لنا في الأنترنيت "نيبا وإيكشوان وساري كول وريشار عزوز والبقية"، وأن ننافس نحن في السقوط والانحدار في أوراقنا السائرة نحو الانقراض المستوى ذاته، ولا اعتراض لدي إطلاقا. إن هي إلا ملحوظة لا علاقة لها بماسبق و »صافي ».

وإذا كان لي أن ألوم شخصا، أو جهة، أو طرفا، في الحكاية كلها، فاللوم كل اللوم يقع على تلك المكالمة اللطيفة ذلك السبت صباحا، وأنا أستمتع بمدينتي الأصلية وببذخها التاريخي المهمل، التي أخبرتني ضاحكة أن "افتتاحية" في الجريدة إياها تهاجم "الأحداث المغربية" ف »سَارِعْ سارع أنت البارع، واقتن العدد، وأعطنا رأيك يافتى… »

اقتنيت مااقتنيت، وياليتني مااقتنيت، وكلي حزن على تلك الدراهم الخمس التي أضعتها وإن كان بائع الصحف المكناسي قد استقبلها بترحاب يليق به، وحاولت مثلما قلت لكم في البدء القراءة.

أمضيت السبت كله، وغير قليل من صبيحة الأحد أحاول وأحاول وأحاول، ولا زلت على الحيرة ذاتها غير قادر إلا على البدء من جديد في إطار عدم الاستسلام نهائيا والإصرار على الوصول إلى الهدف مهما كان…

اليوم ليلا، سأعيد القراءة إذا ما استطعت ذلك، وإذا ماوفقنا العلي القدير ونجحنا في ذلك سنخبر قراءنا الأكارم بالنتيجة ومكافة التطورات…

أصلا هم تعودوا منا الصراحة، والصراحة راحة، وبكل صراحة "داكشي مافيه مايتقرا وصافي".

المهم، سامح الله المكالمة إياها ولا اعتراض على المشيئة الإلهية في كل الأحوال...