أمنا الأرض

فاكهة نادرة في جبال تارودانت.. "الطنورج.. الفاكهة المقدسة" (تحقيق)

تحقيق: أوسيموح لحسن الجمعة 22 مارس 2019
Capture d’écran 2019-03-22 à 11.27.51
Capture d’écran 2019-03-22 à 11.27.51

AHDATH.INFO

أشرقت شمس الصباح على بادية أصادص في أعالي جبال  تارودانت, فألقت بخيوطها الساطعة على شجيرات تتدلى منها فاكهة نادرة تفردت بها تربة المنطقة.

في تلك الأثناء استيقظ علي "46 سنة" ليلتحق مباشرة بعد الافطار بحقله. هناك ينتظره مساعده سي عبد الله ليتفقدا معا ثمار أشجار الطنورج الباسقة قبل انطلاق عملية جني  فاكهة يجهلها  غالبية المغاربة المسلمين, لكن يقدسها مغاربة يهود بل كل يهود العالم المتدينين.

 

"ليمون اليهود"

فعلى غرار جودة شجرة أركان المغربية وزعفران تالوين, تعتبر فاكهة الطنورج بمنطقة أصادص بجبال تارودانت المغربية, وخاصة دواوير "إمي نيفري، وتمكنسيفت، وتكركوست " من  أجود السلالات, بل انها أصيلة ولم تخضع لأي تطعيم، وهي ذات جودة معترف بها عالميا لا يضاهيها الا سلالة أخرى يطلق عليها “العروسة” وتصل قيمة الكيلوغرام الواحد إلى 100 دولار.

لكنها تظل متفردة وتفوق قيمتها الغدائية مثيلاتها التي تنتج بمزارع حديثة بمنطقة هوارة بالجنوب المغربي بل أيضا بدول أخرى خاصة ايطاليا. ذلك رغم تشابه في المناخ الحار الملائم لغرض اشجارها.

رغم انتعاش تجارة الطنورج والاقبال المتزايد عليها, يشتكي بعض الفلاحين من الوسطاء ومن الاثمنة البخسة التي يبيعون بها منتوجهم" في هدا الصدد يقول علي " نعاني مشكل تسويق الطنورج, فزبناء الفاكهة يتواجدون بالخارج, ولا نتوفر على امكانيات التسويق".

 

ويتأسف علي على ما يعتبره استغلال بعض الوسطاء لهذه الوضعية", لذلك لا يتردد في التأكيد على " ضرورة تدخل الدولة لتثمين المنتوج وتسويقه بأثمان مناسبة تراعي ثمن الفاكهة في اسواق البلدان التي تصدر اليها", لكن ايضا وقف احتكار الوسطاء".

ويكشف علي أن المنطقة كلها لا يتوفر فيها سوى معمل وحيد لتعليب الفاكهة, ويتواجد في هوارة أولا تايمة , ومن هناك يتم تصديره الى الدول الأوربية وأمريكا.. كما أن هناك تجار يقتنون كميات من تلك الفاكهة من الحقول مباشرة, ويكتفي الفلاح برعاية الاشجار وانتظار نضجها, ليتم جمعها من طرف أولئك التجار المتخصصين.

رغم أهميتها المتزايدة والاقبال عليها, فان فلاحي المنطقة لا يستفيدون ماديا من منتوجهم من تلك الفاكهة, لذلك ينتظر وبقية فلاحي المنطقة أن مواكبتهم من خبراء مخطط المغرب الأخضر ليعيدوا الاعتبار لسلسلة التسويق بعد أن نجحوا في تثمين شجرة الطنورج وفاكهتها المقدسة.

 

&feature=youtu.be