السياسة

الجيش الجزائري.. انهيار جدار الصمت!

سعيد نافع الاحد 24 مارس 2019
maxresdefault
maxresdefault

AHDATH.INFO

كشف المستور بين قادة الجيش الوطني الجزائري والجنرال شفيق يتهم قايد صالح بتحويل الجيش إلى «ضيعة» خاصة

يبدو أن انشقاق الطغمة العسكرية الحاكمة في الجارة الشرقية قد بلغ مستويات، صار معها كشف المستور في خبايا من يسيطرون بيد من حديد على الأمور تمرينا يوميا تتناقله وسائل الإعلام المحلية والدولية. آخر صور القصف الداخلي المتبادل بين جينرالات الجزائر جاء من خلال التصريحات التي نسبتها الصحافة الفرنسية للجينرال شفيق، أحد كبار المسؤولين العسكريين ورفيق درب الرجل الذي يعتبر الحاكم الفعلي للجزائر، الجينرال أحمد قايد صالح، يتهم فيها هذا الأخير بتحويل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي إلى «فيرما» خاصة، يتمتع من خلالها بالكثير من الامتيازات المالية.

ويبدو أن الجينرال شفيق لم يكن الوحيد، الذي قرر الخروج عن ثقافة الصمت التي طالما ميزت تعاملات الطغمة العسكرية في الجزائر. فمنذ أيام تسارعت التصريحات التي تضرب مصداقية وصورة الجينرال قايد صالح، من لسان عدد من قادة الجيش الوطني الشعبي، التي ضاقت ذرعا باليد الحديدية التي يسيطر بها الرجل على المؤسسة وأيضا على النظام الجزائري، والرئيس بوتفليقة نفسه. الكشف عن الوجه الحقيقي لقايد صالح، الذي يتربع على رأس الهرم العسكري في الجزائري منذ 15 سنة، والذي يشغل منذ 2013 منصب نائب وزير الدفاع الحساس، ليس سوى ترجمة لتعاظم شعور العسكريين باليأس من سيطرته على الجيش، حيث يعتبر فعلا أساس المشاكل في البلاد، وليس حلا من الحلول كما يحاول أن يصور قايد صالح نفسه ومن معه، تضيف المصادر الصحفية الفرنسية.

وبحس فكاهي طافح، تسائل الجينرال شفيق إن كان قدر الجزائر أن يحكمها «أشخاص مرضى ومرتشون»، فالجينرال قايد صالح مثلا يعاني من مشاكل سمعية، لدرجة أنه أصبح عاجزا عن التقاط كلمات عبد العزيز بوتفليقة المنبعثة من لسانه الواهن، وهو ما دفعه إلى طلب إحضار آلة لتصحيح السمع من الخارج على نفقة الجيش الجزائري» يؤكد الجينرال شفيق.

لكن المشاكل البدنية أو الصحية ليست حجر الزاوية في خرجات الجينرال شفيق الأخيرة. المسؤول العسكري أكد أن قايد صالح حول الجيش الوطني الشعبي في الجزائر إلى «ضيعته» الخاصة، وجعلها في خدمة من ينالون رضاه في المؤسسة من أصدقائه ومواليه قائلا: «لقد أصبحت الزبونية تسيطر على العلاقات داخل الجيش حتى أعلى قمة الهرم، كل أصحاب الرتب العليا خصوصا أولئك الملحقين بالبعثات الخارجية، بإمكانهم أن يخبرونكم على الطريقة التي تضمن رضا الجينرال. عليهم أن يظهروا كرم اليد في مكتب مدير ديوانه في كل مرة يعودون إلى الجزائر».

الصحافة الجزائرية تفاعلت مع تصريحات الجينرال شفيق على نطاق واسع، لكن أهم ردود الفعل جاءت من سميرة سنينيفى الكاتبة الصحفية بموقع «الجزائر.كوم»، التي ترجمت ردود الفعل الغاضبة للجزائريين من حذف الصفحة الرسمية لقناة «الشرق الأوسط تيفي» الفضائية، الموالية للإخوان المسلمين، لتصريحات الجينرال شفيق مباشرة بعد نشرها لساعات، والتي تتعرض لحجم الفساد الذي ينخر المؤسسة العسكرية الجزائرية، تحت قيادة نائب وزير الدفاع و رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الذي يرى فيه بعض المراقبين «رجل المرحلة». حذف التدوينة جعل الصحفية تتسائل عن الغرض وراء الحذف، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام العديد من التأويلات والتساؤلات حول الجهة التي لها مصلحة في إقبارها. وأضافت «فهل تقف أوساط من المعارضة وراء هذا الحذف ؟ أم أن مقص الرقابة أملته دول أجنبية معنية بالأزمة الحالية في الجزائر ؟ هل يد الجيش أصبحت تطال وسائل التواصل الاجتماعي؟».