رياضة

#ملحوظات_لغزيوي: ميسي والأساتذة المتعاقدون !

المختار لغزيوي الاثنين 25 مارس 2019
enseignants
enseignants

AHDATH.INFO

ميسي و خرافة « فلوس الشعب » !!!

حتى ارتعبنا على المال العام الذي خاف عليه بعض معاتيهنا. أن يضيع ويجد طريقه إلى جيوب ليو ميسي المعدم الفقير، ثم عاد إلينا الاطمئنان بعد أن علمنا أن معجزة الكرة في زماننا الحالي لن يرافق منتخب الطانغو غدا الثلاثاء لمواجهة منتخبنا المغربي وديا في طنجة، وبعد أن تأكدنا أن تلك الملايين الخرافية التي تحدث عنها حمقانا ستوزع بالتساوي على الشعب المغربي واحدا واحدا ابتداء من اليوم الموالي للمباراة التي يغيب عنها الفتى المعجزة

هل أصيب ليو حقا؟ أم ادعى الإصابة لكي يجنب نفس ومنتخب باده وجامعة المغرب الكروية إحراج رفض القدوم إلى بلادنا ؟

لا أحد يعرف سوى الرجل نفس ومقربوه في الجامعة والمنتخب الأرجنتينين. لكن وجب الاعتراف أن فكرة الدعوة لمقاطعة المباراة التي ألقاها بعض الموتورين هي هي فكرة وصلت إلى الجميع، وهي فكرة وصلت حدا من الغباء يجعل أي لاعب، سواء كان يسمى ميسي أم غيره،  يفكر مئات المرات في القدوم رفقة منتخب بلاده إلى هنا.

وجب الاعتراف أيضا أن الرجل الذي سبق له وأتى رفقة برشلونة الصيف الماضي إلى ملعب طنجة الكبير لمواجهة إشبيلية في نهائي كأس إسبانيا الممتازة، وجد نفسه وهو يتسلم الكأس بعد الفوز، ملزما برفض التقاط سيلفيهات مع منتخبين ومستشارين وأناس آخرين لا يعرفهم أحد، اعتقدوا أنهم يحضرون مباراة من مباريات الدوري المحلي، وقرروا أن يستغلوا الفرصة لكي يخلدوا عبور ميسي قربهم

باختصار نحن من نسيء لهاته التظاهرات الدولية التي يحتضنها بلدنا بطريقة تعاملنا الخرقاء معها، سواء تجلى "هبالنا" في إطلاق دعوة عجيبة لمقاطعة مباراة ودية ضد واحد من أكبر منتخبات الأرض كرويا وإحدى الفرق التي تجر وراءها باعا طويلا في عالم الساحرة المستديرة، أو كان "هبالنا" مجسدا في مستشار متقدم في السن يتصرف بعقلية المراهقين لكي يطلب السلام والسيلفي من لاعب مثل ميسي وهو يتسلم كأس إسبانيا الممتازة

أحيانا لايكون المطلوب منا هو الارتقاء إلى مستوى من سبقونا في مجال من المجالات. لا إطلاقا. أحيانا يكون المطلوب الوحيد منا هو أن نترك هؤلاء السابقين "فالتيقار »، وألا نمسهم بهذا الغباء المتوارث لدينا عن كثير انحطاط وعن سنوات ابتعاد عن العقل لازلنا نرعاها بشكل يدفع إلى الاستغراب فعلا…

أحيانا يكون المطلوب منا فقط هو التفرج بصمت على إبداعات الآخرين، دون أن نسيء لهاته الإبداعاتت بأصواتنا النشاز. وتخيلوا معي الكارثة…حتى هذه لا نستطيعها أيها السادة. حتى هاته الفضيلة التي وصفها الحكماء بالذهب وأوصوا بها منذ القديم لا نستطيع لها سبيلا…

الأساتذة وليل الرباط !

قرأنا أمس صباحا عن المجزرة التي تمت في الرباط. تخيلنا أن عدد القتلى كان مهولا، لأن كلمة المجزرة تسير جنبا إلى جنب مع هذا الأمر الحزين، فاكتشفنا أن قوى الأمن تدخلت لفض اعتصام ليلي للأساتذة المتعاقدين الذين يطالبون بإدماجهم الفوري

قرأنا أيضا في الأنترنيت من يطالب الأمم المتحدة بفتح مجال لجوء آمن للأساتذة المتعاقدين لكي يفروا من المغرب بعد الاعتداء عليهم (وأيم الله كذا!)

وقرأنا لأستاذ متعاقد يدير صفحة من صفحات التنسيقية عبر الفيسبوك أن الشرطة « حذرت » بأعداد خرافية وكان يقصد « حضرت » لكن خانته اللغة العربية اللعينة، لكي تطوق المكان وأنها اقتادت « قصرا » المتعاقدين إلى السجون والمنافي والمعتقلات علما أنه كان ينوي أن يقول « قسرا » أي إجبارا وإكراها وما إليه، ولكنها اللغة العربية اللعينة مرة أخرى وألاعيبها التي يسقط فيها من لم يدرس كثيرا هذا البحر الغزير المسمى لغتنا الجميلة

ماعلينا من نقاش اللغة هذا ولا من نقاش التهويل عبر الفيسبوك ولنعد إلى « المعقول ».

المعقول الوحيد في هذا الملف هو أنه ليس ملف مزايدات فارغة لا من طرف الأساتذة المتعاقدين أنفسهم، ولا من طرف أي حزب أو جماعة أو تيار في هذا البلد

الأمر يتعلق بسبعين ألف أستاذ أي بسبعين ألف أسرة، والأمر يتعلق بمن هم أهم بكثير أي بتلاميذنا وصغارنا من مرتادي المؤسسات التربوية أي بالأغلبية الغالبة من هذا الشعب المغربي

وعندما يتعلق الأمر بشعبنا وبمصلحته العامة، لا مجال لأي انزلاق كيفما كان نوعه، ولا لأي لعب بالأنترنيت أو بغيره.

هناك ملاذ وحيد وواحد لهاته القضية هو الجلوس إلى طاولة الحوار مع الوزارة المعنية، وعدم استباق اقتراحاتها بالتصعيد الفارغ وترديد الشعارات والعودة أساسا إلى ماشكل جوهر التعاقد (سواء كان مفروضا أم غير مفروض وهذا نقاش آخر) أي إلى حجرات الدرس لتدريس الفقراء الذين يلجون المدرسة العمومية والذين يجدون أنفسهم اليوم دون دراسة يليق بها أن تحمل هذا الوصف وهذا الإسم..

القليل من العقل لن يضر أحدا في هذا الملف بالتحديد. أما الكثير من الحمق فسينتج لنا المزيد من تشوهات تفضح أول ماتفضح مدارسنا وما تلقيه في وجوهنا ونحن نعتقد أننا نعلم الناس ونلقنهم بيداغوجيا التدريس وبقية العبارات الطنانة التي ترسب في أول اختبار، ولا تنال أي معدل يليق بمن كان مدمنا على ترديدها.