مجتمع

بعد أن قتل زوجها وابنها ببشاعة ..سعاد الخمال تحارب الإرهاب بالتوعية(فيديو)

سكينة بنزين الجمعة 29 مارس 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

هي عاتبت على الإعلام ذلك التناول الموسمي الذي يجعل من الإرهاب ملفا يستخرج من الدرج كل ذكرى 16 ماي ..  ونحن اخترنا طرق بابها قبل هذا التاريخ المثقل بالذكريات القاسية عليها و على كثير من الأسر التي مزق الحزن شملها ذات ليلة إرهاب غادر باسم الدين.

سعاد الخمال البكدوري، قبلت أن تفتح لنا الجرح من جديد، بعد أن استقبلتنا داخل شقتها بالدار البيضاء. وأنت تقف أمام بابها تصادفك لوحة حمراء كتب عليها "لا للإرهاب"، اختارت سعاد أن تحتفظ بها وأن تجعلها عناوانا للبيت الذي غارده الأحبة قبل الأوان، وذلك منذ أن حصلت عليها خلال الذكرى الأولى لتخليد واقعة 16 ماي .. لتذكرها و كل من يطرق بابها أن هناك ذكرى لن يطويها النسيان.

 ابنة طنجة تشق طريقها نحو البيضاء

رغم انتمائها إلى أسرة محافظة تمكنت سعاد من اقناع والدها بالالتحاق بالبيضاء من أجل استكمال دراستها الجامعية. درست الشابة القادمة من طنجة بجد وتمكنت من لقاء نصفها الثاني القادم أيضا من طنجة، حيث قررا الارتباط لتبدأ مسيرة أخرى تفرض على الشابين التأقلم بعيدا عن مسقط رأسهما، مع الاجتهاد لتكوين أسرة مثالية.

وكان للزوجين ما أرادا رزقت سعاد بطفلين، كان البكر الطيب الذي اختارت له اسم والدها، والذي كان له النصيب الأكبر من اسمه وفق شهادة والدته ثم طفلة تفوقت في دراستها وحبها للغة منذ الصغر، بينما كان الزوج الذي يعاني من ضعف البصر، يجتهد و يكد في طريق المحاماة.

وجبة العشاء الأخير

كل شيء كان على ما يرام، إلى أن غير القدر حياة الأسرة يوم الجمعة 16 ماي 2003، حين كانت سعاد تتواجد في فرنسا رفقة ابنتها، بينما كان الابن البكر الطيب يستعد لامتحانات الباكالوريا .. ساعتين قبل الحادث كلمت سعاد زوجها وتحدث الاثنين بروح مرحة دون أن يكون أحدهما على علم بما يخبؤه القدر.

بعد المحادثة اختار الأب الذهاب رفقة ابنه نحو" دار اسبانيا"، لتناول وجبة العشاء، وهو المكان المفضل للزوجين منذ كان في عمر طفلهما ستة أشهر .. لكن في لحظة غدر حدث الانفجار الأول الذي تسبب في وفاة الأب في الحال، بينما تمكن الانفجار الثاني من إصابة الطيب على مستوى رأسه، بعد أن كان في محاولة لإسعاف والده.

في فرنسا .. كانت سعاد غافلة عما يجري، وهي من تعيش فرحة تتويج ابنتها في إحدى المسابقات، ليتم اخبارها صبيحة يوم السبت بوقوع انفجار داخل دار اسبانيا التي عاشت خلالها الكثير من الذكريات السعيدة .. لم تكن سعاد لذلك الحين على علم بإصابة ابنها، معتقدة أنه لم يرافق والده، وأنه ربما برفقة أحد زملاء الدراسة يعدان للامتحان.

ما بين قبر الزوج و احتضار الابن

لكن صديقة الطيب في الدراسة كانت آخر من كلمه هاتفيا، وأخبرها أنه رفقة والده، لتعمل على التسلل نحو مستشفى ابن رشد، حيث تعرفت عليه. وقد كان قاسيا على الأم أن تتخيل مشهد ابنها وهو يتألم من الألم بعد إصابته في الرأس، و زاد ألمها حين اعتقد المسعفون أنه أحد منفذي العلمية الإرهابية، بسبب لحيته.

رفضت سعاد الجلوس في البيت وفق التقاليد المغربية التي تحتم على المرأة عدم الخروج خلال فترة الحداد بعد ارتدائها اللون الأبيض، لتظل طيلة أسبوع تتنقل ما بين قبر زوجها و ابنها في المستشفى، إلى أن فارق الحياة يوم الجمعة، أسبوعا بعد إصابته، وهو ما جعل طعم الجمعة مرا على سعاد، التي رزقت الطيب يوم الجمعة، وفقدت زوجها يوم الجمعة، ثم ابنها في الجمعة الموالية، وقد صادف حوارنا معها حادث الجمعة الأليم بمسجدي نيوزيلندا، الذي قالت أنه كان مؤلم لها وأنها لم تتردد في إخبار زوجها و ابنها خلال زيارة قبرهما، أن هناك ضحايا جدد للإرهاب قد التحقوا بهم.

سعاد التي رفعت شعار "حتى لا ننسى"، ركزت في حوارها معنا على ضرورة التوعية بين صفوف التلاميذ، وهي من خبرت العمل الجمعوي منذ أن استجمعت شتات قوتها لتهتم رفقة باقي أعضاء أسر الضحايا، الذين أسسوا جمعية "ضحايا 16 ماي"، حيث أخذت على عاتقها مهمة تأمين التدريس والعلاج لأسر الضحايا من أيتام وأرامل، إلى أن قررت انشاء جمعية "ضحايا الإرهاب" بعد حادث أركانة الدموي، للتخفيف من ألم الفئة الجديدة التي أفرزها الإرهاب.

[embed]https://www.youtube.com/watch?time_continue=581&v=heyjhS0vz1Y[/embed]