فكر و دين

ترانيم المغرب وبوذا الإمارات يكشفان أصوات التعصب الجاهلة بأبجديات الفن

سكينة بنزين الاحد 07 أبريل 2019
تس
تس

AHDATH.INFO

مبادرات خارجة عن المألوف للتعبير عن فكرة التعايش بين الأديان في إطار فني، أخرجت عن سياقها ليتم تقديمها كخطوات لتشويه معالم الدين وفق بعض الأصوات المتشددة التي اختارت استبعاد كل التبريرات مع استحضار لغة التشكيك و التآمر.

ترانيم الحفل الفني الأخير الذي احتضنه معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بمناسبة زيارة البابا،الذي حاول البعض وصفه بالأذان المصاحب بالموسيقى، إلى جانب تمثال بوذا على طريق دبي البالغ ارتفاعه 10 أمتار، والذي سوق له البعض كخطوة لنصب "تماثيل الشرك" و التشجيع على "الوثنية" ، أسقط ورقة التوت عن ملامح التطرف المتوارية خلف الجهل بثقافة الفن، والتشبع بثقافة الرفض والتعصب للقراءة الواحدة.

ورغم محاولة العديد من الباحثين تقديم قراءات موضوعية على ضوء التناول الفني، الذي لا يقفز بالضرورة على ما هو متعارف عليه دينيا، نجحت الأصوات المتعصبة في نشر أفكار مغلوطة كان آخرها صور لتمثال بوذا الذي قدم وكأنه "عودة للشرك والوثنية إلى الجزيرة العربية" وفق توصيف مع تناقل صورة القطعة الفنية التي اختار متحف "لوفر أبو ظبي" نصبها على الطريق رفقة عدد من التحف من مختلف العالم، في خطوة تمكن المسافرين الذين لا يمكنهم زيارة المتحف من مشاهدة هذه التحف خلال عبور الطريق، حتى لا يكون الاستمتاع بهذه القطع حكرا على فئة معينة.

لكن يبدو أن هذه الخطوة المبتكرة في تقريب الفن من الناس، إلى جانب محاولة نشر قيم التسامح في دولة تعرف تنوعا كبيرا في الأعراق و الديانات والثقافات، كشفت من جديد الأصوات الرافضة للتنوع عن قصد أو جهل، حيث تم التعامل مع مجسم التمثال كمعطى يهدد "عقيدة المسلمين" .