السياسة

والد الزفزافي يواصل توريط إبنه والعائلات

سعيد نافع الأربعاء 17 أبريل 2019
9C6C9A48-866B-4C44-ACF2-07D6A7E83086
9C6C9A48-866B-4C44-ACF2-07D6A7E83086

AHDATH.INFO

في خروج جديد لوالد ناصر الزفزافي المعتقل على خلفية أحداث الحسيمة، وممثلين عن عائلات باقي المعتقلين، استنكر أحمد الزفزافي إقدام مندوبية السجون نقل المعتقلين والسجناء إلى مؤسسات سجنية قريبة من سكن العائلات بصورة تدعو للكثير من الاستغراب، حيث طالب أن يتم إعادة النظر في هذا القرار، على الرغم من معرفته الجيدة بأن السبب من وراء هذا الإجراء، هو تقريب مسافة التواصل مع سجناء هذا الملف، بالنظر لتكاليف السفر وما يتبعها من الحسيمة إلى الدارالبيضاء، وهي التكاليف والمعاناة التي كانت أسر المعتقلين أنفسهم تطالب بإيجاد حل لها.

ففي فيديو استغرق تسجيله مايزيد عن ال47 دقيقة، تناوب والد الزفزافي وباقي ممثلي أسر المعتقلين على الكلمة، بينهم أمهات تحدثن باللهجة الريفية، في محاولة لاستعمال خطاب عاطفي يظهر حجم المعاناة الجديدة، ليس مع بعد مسافة التنقل لزيارة السجناء هذه المرة، ولكن للاحتجاج ضد تقريب السجناء من منطقة الريف! الغريب في الفيديو الجديد، أنه لم يقدم تفسيرا منطقيا لهذا الاحتجاج مع العلم أن كافة المتدخلين ذكروا في أكثر من مناسبة أسماء المناطق التي رحل السجناء إلى مؤسساتها الحبسية، كطنجة وراس الما والناضور، والتي يعلم الجميع أنها لا تبعد عن الحسيمة بالقدر الذي تبعد فيه الدارالبيضاء عنها، وهي مكان سجنهم الأول في مؤسسة عكاشة!

ولا تقل التبريرات التي ساقها بعد أهالي السجناء غرابة عن دعوة والد الزفزافي، إذ أكد والد أحد السجناء أن توزيع المساجين على سجون مختلفة «مشكل كبير أمام تنقل الأهالي لزيارتهم»، وكأن السبب الحقيقي غير المنطوق لتدخله يحتج على تفريق السجناء وليس على نقلهم إلى سجون أقرب للحسيمة. وهو ما يستشف أيضا من خلال تدخلات والد الزفزافي وباقي الحاضرين، حيث يبدو أن سبب الخرجة الإعلامية هو الاحتجاج ضد تفريق السجناء، وهو إجراء كما يعلم الجميع تختص به الإدارة السجنية، التي تنقل السجناء إلى سجون جديدة حسب ما تراه مناسب لحالتهم والمدد السجنية التي عليهم أن يقضوا وفق الأحكام الصادرة في حقهم، بالإضافة إلى البعد الإنساني الذي يراعي حيثيات وظروف انتقال الأسر لزيارتهم. دليل آخر على هذا الاحتجاج الغريب هو ما صزحت به والدة أحد المعتقلين بصريح العبارة قائلة «علاش فرقوهم.. علاش!!؟؟»

وبغض النظر عن المغالطات الكثيرة التي تضمنها الفيديو، والتي تحاول كالعادة التقليل من شأن الجرائم والجنح التي أقدم عليها المعتقلون، عبر استعمال تعابير الهروب إلى الأمام ك«الاختطاف والتعذيب»، وتناسي أن الأحكام الصادرة في حقهم جاءت نتيجة للأعمال الخطيرة المرتكبة كإضرام النار في بيت مأهول ومنع المساعدة عن مصابين واستهداف الأمنيين بالحجارة واقتحام مسجد وتهديد إمام وخطيب وتهديد الدولة المغربية ككل برموزها ومؤسساتها، فقد دعا والد الزفزافي ومحمد احمجيق شقيق المعتقل نبيل احمجيق إلى مسيرة وطنية في 21 أبريل بالرباط، طالبا فيها بمشاركة حاشدة احتجاجا على تأييد محكمة الاستئناف للأحكام الصادرة في حق المعتقلين ابتدائيا.