ثقافة وفن

قافلة شهر التراث بجهة مراكش تقرع أجراس التعايش الديني

حسن البوهي الاحد 21 أبريل 2019
Capture d’écran 2019-04-21 à 09.28.27
Capture d’écran 2019-04-21 à 09.28.27

AHDATH.INFO

في إطار الأنشطة الاشعاعية لشهر التراث 2019، الذي ينظم من طرف المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش أسفي، حلت قافلة التراث الرابعة بمنطقة سيدي رحال يوم السبت 20 أبريل الجاري تحت شعار "سيدي رحال نموذج للتعايش الديني في المغرب".

ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية للوقوف على خصوصية الموروث الثقافي للمنطقة، والتعريف بمؤهلاتها التراثية في صيغتيها المادية واللامادية، لما من شأنه أن يساهم في فتح أوراش جديدة أمام الباحثين لتعميق الدراسات والأبحاث العلمية في المجالين التاريخي والتراثي.

وفي هذا السياق وبتنسيق مع المركز الثقافي سيدي رحال ودار الثقافة قلعة السراغنة، استفاد المشاركون في قافلة التراث من أشغال ندوة تأطيرية حول التراث التاريخي لمدينة سيدي رحال للباحث حسن شوقي.

وسلط الباحث الضوء على أهم المحطات التاريخية التي عرفتها المنطقة، وصداها التوثيقي في متن مجموعة من الأبحاث والمؤلفات التاريخية، متوقفا على خصائصها الحضارية وأهم ما تتميز به من مؤشرات متفردة على مستوى الحوار الثقافي والتآلف الديني.

وبتأطير من الأستاذ عبد الإله النمروشي وبتنسيق مع الأستاذة لمياء ريكلما، تم تنظيم زيارات استطلاعية إلى عدد من المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة والمعبرة في الآن ذاته عن التعايش الديني،.

ووقف المشاركون على الخصائص المعمارية والتاريخية لمنتزه المولى الحسن الأول، الذي من المنتظر أن يخضع لعملية الترميم من طرف وزارة الثقافة والاتصال بغلاف مالي يصل إلى 7 ملايين درهم على أن يتم توظيف هذه المعلمة كمركز للتشخيص والأبحاث حول التعايش الديني بالمنطقة.

كما عاين المشاركون ضريح أسخيناز بأنماي الذي يمثل الثقافة الدينية اليهودية، وضريح الولي سيدي رحال وخديمه سيدي داوود كنموذجين للعمارة الإسلامية والفكر الصوفي، ثم الدير الكنسي بتزارت كرمز للثقافة والديانة المسيحية، لتكتمل بذلك لوحة التعايش الديني بين الديانات السماوية الثلاث والتآلف الحضاري الذي تميزت به المنطقة على امتداد قرون من العيش المشترك.

وشارك في قافلة التراث التي حلت بمنطقة سيدي رحال قادمة من مدينة مراكش مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والتراثي وأطر المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- والمصالح التابعة لها.

بالإضافة إلى مجموعة من الفاعلين الجمعويين المهتمين بالشأن التراثي، وخلص المشاركون أن المنطقة تتوفر على إمكانيات ومؤهلات ثقافية غنية بإمكانها أن تحرك عجلة الاقتصاد المحلي عبر بوابة السياحة الثقافية، كما تجسد في الآن ذاته نموذجا فريدا من نوعه للتعايش الديني بالمغرب.

جدير بالذكر أن شهر التراث بجهة بمراكش أسفي الذي ينظم تحت شعار "تراث الجهة: إشعاع وتواصل"، يأتي في سياق الموعد الثقافي السنوي الذي دأبت وزارة الثقافة والاتصال على تخليده في السنوات الأخيرة في الفترة الممتدة من 18 أبريل الذي يصادف اليوم العالمي للمباني التاريخية إلى 18 ماي الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف.