ثقافة وفن

انطلاق عملية جرد التراث الثقافي غير المادي بجهة الدار البيضاء 

محمد معتصم الجمعة 26 أبريل 2019
CapTHAKAFAture
CapTHAKAFAture

AHDATH.INFO

تفعيلا  لاتفاقية الشراكة الموقعة بين شركة الدار البيضاء للتراث ،والمعهد الوطني لعلوم التراث فبراير 2016 ، والشراكة بين المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث وكلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بالدار البيضاء ، يقوم فريق من الطلبة بجرد التراث الثقافي غير المادي بجهة الدار البيضاء سطات ، الذي يروم حفظ الموروث الثقافي غير المادي بهذه الجهة واحياءه واعادة تقريبه من التداول بين المواطنين و توثيقه بالصور والصورة والكتابة من خلال احداث موقع الكتروني لهذه الغاية .

" أحداث أنفو " عقدت لقاء مع الدكتور ابراهيم فدادي المشرف على مشروع جرد التراث الثقافي غير المادي بجهة الدار البيضاء  سطات ، حيث خص الموقع بتوضيحات ومعلومات دقيقة حول هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه بالمغرب ، الدكتور فدادي أكد في بداية حديثه :" أن هذا المشروع انطلق منذ البداية من اتفاقية اليونسكو 2003  التي وقع المغرب عليها ، التي تحث الشعوب والمجتمعات على جرد التراث الثقافي غير المادي ، الذي كان مهمشا في كثير من الأحيان ، حيث يعتبر ثروة يجب العناية بها والحفاظ عليها ونقلها الى الأجيال المقبلة . عملية الجرد التي انطلقت بداية شهر أبريل تنقسم الى قسمين : القسم الأول يهم جهة الدار البيضاء ، والقسم الثاني باقي مدن الجهة . والهدف من هذه العملية المهمة ، يضيف فدادي أستاذ التاريخ والتراث بكلية بنمسيك ،  هو جمع التراث الثقافي غير المادي بمدينة كبيرة من حجم الدار البيضاء ، مدينة الصناعة والتجارة بامتياز ، وتسليط الضوء على هذا الجانب التراثي المتعدد المنسي ، على اعتبار مدينة الدار البيضاء تعيش بها ساكنة أتت من مختلف مناطق المغرب ، حاملة معها خزانا من المعلومات التي تعكس تجربتها في الحياة مثل الحكايات الشعبية ، التقاليد والعادات ، فنون الفرجة وغير ذلك من مجالات التراث الثقافي غير المادي . ولانجاز هذا المشروع ، تم تكوين باحثين في الميدان من 21 طالبا يتوفرون على رصيد معرفي حول التطور التاريخي الذي عرفه المغرب ، اضافة الى معرفتهم ودرايتهم بالجانب الايثنوغرافي لجهة الدار البيضاء  سطات ، في المجالات الخمسة : أشكال التعبير الشفهي ، فنون وتقاليد وأداء العروض ، الممارسات الاجتماعية والاحتفالات ، المعارف والممارسات، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية ، التكوين شمل أيضا كيفية التعامل في الميدان مع المستجوب ، وكيفية استعمال مهارات التسجيل والتصوير ، وكيفية الحصول على أكبر عدد من المعلومات من الشخص المستجوب لهذا الخزان الثقافي"

من جانب أخر أكد الطالب الباحث أسامة هندي عنصر من فريق الجرد بعمالتي عين الشق والحي الحسني المتكون أيضا من الطالبين عبد العزيز لكرد ، وأكرم كروي ، :" أن عملية الجرد تعتمد على ملء استمارة أعدت لهذا الغرض ، مع التركيز على أنموذج من الأسئلة البسيطة التي تكون في متناول الشخص المستجوب من قبيل " ما نوع الأدوات والأليات الموسيقية عند الكناوي ، الطقوس المرتبطة بالعنصر ، كيفية الحفاظ على هذا التراث الثقافي غير المادي ، هل هذه الحرفة مهددة بالزوال والانقراض ، كيفية المساهمة في نقلها الى الأجيال واستمراريتها ..." ومن بين المهن التقليدية وأشكال التعبير الشفهي بالدار البيضاء ، يضيف الطالب أسامة ، وجود العديد من الأشخاص المسنين يحملون في أذهانهم تراثا شفهيا مهما متعددا من أمثال شعبية ، زجل ، حكم ، الحلقة وجمع الحكم ... الألعاب التقليدية وتسليط الأضواء عليها واعادة الاعتبار لها من خلال التداول . هناك أيضا بعض الحرف التي انقرضت أو في طريق الزوال كصناعة " الهيضورة " . لتسهيل عملية الجرد ، يضيف الطالب هندي تمت مراسلة السلطات

مشروع جرد التراث الثقافي غير المادي ، مشروع طموح يعيد ذاكرة المغاربة المنسية الى التداول من خلال نتائج هذا الجرد الذي يوثق من خلال الصوت والصورة والكتابة ووضعه رهن اشارة الساكنة سواء من خلال كتاب شامل أو من خلال انشاء موقع الكتروني تنشر فيه نتائج هذا البحث الميداني ، انه جمع التراث من أجل الناس والساكنة . كما أن جرد التراث الثقافي غير المادي بجهة الدار البيضاء  سطات خطوة أولى على أن يشمل باقي جهات المملكة الغنية بتراثها الثقافي غير المادي وتوثيقه حتى يكون في متناول المواطنين من مختلف فئاتهم العمرية والمعرفية .