رياضة

#ملحوظات_لغزيوي: أعجوبة زمانه ورقاة شعبهم !

المختار لغزيوي الجمعة 03 مايو 2019
Capture d’écran 2019-05-03 à 12.19.21
Capture d’écran 2019-05-03 à 12.19.21

AHDATH.INFO

أعجوبة الزمان

لم أفهم سبب استغراب الفسابكة المغاربة من الرقاة "الشرعيين" وباعة الأعشاب الذين  أظهرتهم الصورة في فاتح ماي وهم يتظاهرون مع الطبقة العاملة المغربية

لا أفهم ولا أستوعب كيف أن شعبا 99 بالمائة منه تؤمن بالعين وبالسحر وبالتقواس وبالتابعة وبالجنون الذين يسكنون "بنادم" وببقية العجائب المتعجبة لا يقبل أن يخرج الرقاة الذين يقولون إنهم يعالجون الناس بالرقية التي يصفونها بالشرعية إلى الشوارع لكي يطالبوا بتنظيم مهنتهم وإلحاقها بوارة الصحة

لو كنت راقيا في المغرب أو عشابا أو حتى منتحل صفة معالج رباني، لخرجت يوميا إلى الساحة المقابلة للبرلمان لكي أطالب بتخصيص أجر شهري لي من النوع الفخم يقتطع من جيوب كل المغاربة دون استئذانهم، لأن شعبا يقول لك لكي يفسر إحباطاته "راني متبوع آخويا" أو لكي يفسر عنته في الفراش "دايرين ليا الثقاف وراميين القفل فمولاي ابراهيم"، أو لكي يفسر فشله في الامتحان الذي لم يهيء له أصلا "ضرباتني العين آمعلم، أما راه كنت فصغري حفاظ"، أو لكي تشرح سبب بقائها في منزل الوالدين وقد تجاوزت سن الثمانين "الله يعطينا زهر الخايبات، هلكوني بالشعوذة آختي"، شعب مثل هذا يستحق أن يدفع لهؤلاء الرقاة الكثير من المال وإن لم يقدموا له شيئا

في زمن آخر أتذكر صديقا لي أتى من بلد أوربي عريق ورفيع تابع فيه دراسته، ونال فيه وظيفة في المجال العلمي، وكان يعطينا عن بعد صورة الرجل الكامل المكتمل.

عندما التقيته في المغرب كان جد محبط، سألته "مابك؟" قال لي "جيت نزور". سألته "الوالدين والعائلة وقبور الأحباء ممن رحلوا؟". قال لي "لا جيت نزور الولي الفلاني حيت المشاكل اللي عندي لهيه مابغاتش تسالا".

للأمانة ودون أي ادعاء شجعته على الزيارة، وقلت له "سير تزور آخويا سير تزور والله ينفعك بالزيارة".

منذ ذلك الحين تغيرت صورة ذلك الصديق في عيني، وأصبحت أنظر إليه باعتباره واحدا من هذا الشعب الذي قد يقوم بهاته ويقول تلك ولا يجد أي تناقض في الأمر، ويحرص أيما حرص على أن يراقب الآخرين وأن يتفحص حياتهم بتفاصيلها، وهو يقول لكل من يريد أن يسمعه "تامال بنادم غير حاضيني، واتبعوني، والله لا طفرتوه".

يارقاة العالم اتعظوا واتحدوا وقننوا مهنتكم، فأوقات ازدهار طويلة لازالت في انتظاركم معشر المعالجين والعشابة