بوابة الصحراء

فضائح قادة البوليساريو متواصلة

حكيم بلمداحي الأربعاء 08 مايو 2019
Tindouf-é
Tindouf-é

بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي

تداول مستعملو شبكات التواصل الاجتماعية في مخيمات تيندوف، منذ أيام، شريط فيديو يظهر زوجة قيادي بجبهة البوليساريو تتباهى فيه أمام جمع من النساء بمبلغ مالي كبير.

تفصيل الفيديو المذكور يشرح توصل الزوجة المعنية بهذا المبلغ كهدية تصالح من زوجها، وهي عادة يعرفها الصحراويون.

المبلغ المالي، كما تقول صاحبته، يصل إلى 25 ألف أورو، أعطاها إياه الزوج، الذي يشتغل ممثلا لجبهة البوليساريو في إسبانيا.

الفيديو خلف استياء في صفوف مشاهديه، كون قيادة البوليساريو تلعب بالمال العام، وتنعم برغد العيش، في الوقت الذي يعيش فيه سكان مخيمات تيندوف في فقر مدقع وخصاص في المؤونة والكساء والدواء.

فقر سكان المخيمات هو نتيجة منطقية لما ظهر وما بطن من فساد قيادة الجبهة. فقادة جبهة البوليساريو يتاجرون في المعونات الإنسانية المقدمة من منظمات وهيئات دولية. وقد تطرق الإعلام إلى فضائح في هذا الصدد، حيث تم غير ما مرة الكشف عن مواد غذائية تباع في أسواق موريتانيا، بعدما تم تهريبها من المخيمات، وهي مواد قدمتها جهات تنسانسة كمعونات لسكان المخيمات. وطبعا الفاعلون، من الذين يهربون هذه المواد ويتاجرون فيها، نافذون في قيادة البوليساريو.

أيضا، تحدث مسؤولون أوروبيون، غير ما مرة، عن وجود خصاص غير مبرر في الأدوية في المخيمات. هذه الأدوية، التي تصل بكميات وفيرة إلى هذه الأخيرة، تقدمها هيئات وتنظيمات كمساعدة للسكان هناك، لكنها تختفي، وتأخذ وجهات أخرى غير سكان المخيمات. والأكيد أن وراء اختفائها يوجد قيادات في الجبهة يتاجرون فيها ويغتنون منها ويرسلون الأموال لنسائهم للتباهي أمام قريناتهن.

في مخيمات تيندوف ظهرت غير ما مرة فضائح تورط أقرباء قياديين في الجبهة في ترويج المخدرات، وغير ما مرة يتم إطلاق سراح المتورطين وعدم متابعتهم لكونهم تحت مظلة قياديين. وقد خلق هذا الأمر مناوشات بين الأمن وقياديين، لكن الغلبة دوما للقيادة كما هو معروف في مخيمات تيندوف.

وتنضاف فضيحة الفيديو الذي يبين التلاعب بالمال العام لاحتجاز الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال، قسرا، واستغلالهم أبشع استغلال، للحصول على منافع مادية أولا، ولاستمرار نزاع مفتعل تستفيد من استمراره عدة جهات ثانيا.

كل هذا يمارس بشكل فاضح، لكن ليس هناك من يتحمل مسؤوليته، خصوصا من جانب دولة الجزائر التي يجري هذا الانتهاك الصارخ لآدمية الإنسان على أرضها.

واقع سكان مخيمات تيندوف مع الفساد لا يضاهيه سوى الاحتجاز الدائم والمستمر، الذي فطن له هؤلاء أخيرا وخرجوا في مسيرات احتجاجية ضده...

الفساد والقهر والحرمان هي العناوين المتلازمة في مخيمات تيندوف، فهل يتم ترك محتجزي المصالح المادية والجيواستراتيجية يواجهون مصيرهم دون مازرة؟ السؤال يعني الجميع حكومة مغربية وأحزاب ومجتمع مدني ومجتمع دولي..