اقتصاد

الاقتصادي الفينا: حصيلة حكومة العثماني ضعيفة (حوار)

أحمد بلحميدي السبت 18 مايو 2019
إدريس الفينا
إدريس الفينا

AHDATH.INFO-أجرى الحوار أحمد بلحميدي

عرض رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مؤخرا الحصيلة المرحلية لحكومته على أنظار البرلمان. العثماني اعتبر  الحصيلة  إيجابية قياسا إلى الظرفية الدولية الصعبة. لكن مقابل ذلك وصفت المعارضة وحتى بعض المحسوبين على الأغلبية الحكومية, الحصيلة بالهزيلة ولاتستجيب للانتطارات. في هذا الحوار نستطلع قراءة  إدريس الفينا أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقية للشق الاقتصادي لهذه الحصيلة.

 

هل كان  رئيس الحكومة مقنعا خلال تقديمه  للحصيلة  الاقتصادية المرحلية  لحكومته؟

أولا لنكن موضوعيين. العثماني لم يعطنا حصيلة بقدر ما استعرض أمورا تدخل في الصميم اليومي للإدارة. كان الأجدر برئيس الحكومة أن يعطينا حصيلة حقيقية بالاستناد إلى البرنامج الحكومي الذي تعاقد من خلاله مع المغاربة. هذا البرنامج كان الحلقة المفقود في كل ما جاء على لسان العثماني, في الوقت  الذي كان يتعين عليه وفق الصلاحيات المخولة إليه  أن يقوم بعرض  حصيلة الإنجازات نسبة إلى البرنامج الحكومي, لكنه للأسف لم يفعل بقدر ما قام باستعراض أنشطة إدارية ونأى بنفسه عن البرنامج الذي يفترض أنه المرجع الأساس للالتزامات التي اتلزم بها أمام الشعب.

لكن رئيس الحكومة يقول إن الحصيلة إيجابية لاسيما على مستوى التوازنات الماكرو اقتصادية رغم الظرفية الدولية  غير المواتية كما يتجلى ذلك في  تباطؤ نمو فضاء الاتحاد الأوروبي والتوترات الجيوسياسية إلى جانب تقلبات أسواق النفط. كيف تعلقون؟

لا.لا.الحصيلة كانت ضعيفة جدا وكفى من تغليط الرأي العام ومن الخطابات التبريرية التي تلصق  العجز بالظرفية الدولية. هناك دول استطاعت أن تحقق وتنجز الكثير في ظل الظرفية ذاتها. المشكل ليس في هذه الأخيرة, ولكن في الحكومة نفسها والتي بدت عاجزة عن أخذ المبادرة و وعن الابتكار. هي حكومة اجترارية والإدارة هي من تقوم بكل شئ. أين التوجهات الملكية في  سياسات الحكومة؟ لا نكاد نقف  على شئ.

 الانتظارات كبيرة, وهناك أكثر من نقطة احتقان إلى جانب "طبقة متوسطة" وصلت إلى الحافة.ألا تجدون   أن الحكومة,تمكنت من تحقيق لوجزء بسيط من هذه المطالب؟

كما قلت لك سابقا, الحصيلة كانت ضعيفة في الوقت الذي يتحدث رئيس الحكومة عن التوازانات الكبرى. لكن السؤال من المسؤول عن هذه الاختلالات ومن المسؤول عن تدهور القدرة الشرائية للمغاربة؟ أليست الحكومة الحالية والحكومة السابقةمن خلال  السياسات المملاة من طرف المؤسسات الدولية. ثم إن العثماني قبل غيره كان يعرف أن هناك صعوبات ومناخ دولي صعب,لكنه قبل دخول الحكومة. إذن لماذا هذا الخطاب التبريري. الخلاصة أن بقاء هذه الحكومة سيكون كارثيا على مستقبل المغرب.

العثماني  مافتئ يقول إن  الانسجام يطبع أغلبيته الحكومية, كما أنه تم رصد ميزانيات ضخمة بالنسبة للاستثمارات  العمومية. فأين الخلل إذن؟

الخلل هو أن الحكومة, وضعت برنامجا  وهي لم تتقيد بتنفيذه قطاعيا ومجاليا. أشرت إلى الميزانية الضخمة وهي بالفعل ضخمة, تذهب لتمويل المشاريع الاستثمارية من طرق وجامعات وسدود وغيرها. ولكن عندما نقول الحكومة, فإن المشكل يكمن في  غياب الأفكار والإصلاحات,علما بأن هذه الأخيرة لاتتطلب بالضرورة ميزانيات مالية فقط إصلاحات قانونية من أجل تذليل العقبات أمام الفاعلين الاقتصاديين, ودعم القطاع الخاص, ومن دون تضخيم للميزانيات لأن من شأن ذلك قتل تنافسية الاقتصاد والمقاولات. المسألة قبل كل شئ هي غياب المبادرة وغياب الأفكار المتبكرة.

على ذكر المقاولة. تراهن الحكومة كثيرا على القطاع الخاص من أجل امتصاص  أفواج الباحثين عن شغل. كيف تجدون عمل الحكومة فيما يخص تعزيز تنافسية المقاولات ؟

ما نسمع عنه من مبادرات لدعم المقاولات المغربية يبقى مجرد خطاب للاستهلاك الإعلامي. الحكومة لم تقم بتفعيل مبادرات حقيقية لمساعدة المقاولات الصغرى, لاسيما  على مستوى التمويل, ثم  هل الأبناك تقوم بتمويل هذه المقاولات؟ الحقيقية غير ذلك بكثير ولك أن تسأل حاملي المشاريع, سيردون بأن الأبناك تغلق صنابيرها أمام المقاولين الشباب. ثم هناك مسألة  أخرى, إذ في الوقت الذي يتحسن المغرب في ترتيب الأعمال, يلاحظ هناك تراجع في الاستثمار العام, لهذا يتعين إيجاد الطريق نحو تحسين مناخ الاستثمار,ولن يكون ذلك إلا عبر إصلاحات جريئة.

 

*إدريس الفينا أستاذ بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي