ثقافة وفن

بعيدا عن نظرة هوليود المتحاملة .. "ذوات" تتناول موضوع السينما والإرهاب

سكينة بنزين الجمعة 17 مايو 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

كيف يمكن للسينما أن تعالج موضوعا شائكا وحساسا كالتطرف والإرهاب؟ هذا السؤال العريض الذي يحمل معه تفرعات تلامس الموضوع من زوايا مختلفة يحضر فيها الفني والفكري، سيكون موضوع العدد (55) من مجلة "ذوات" التي تَصدر غلافها عنوان "السينما العربية في مواجهة التطرّف و الإرهاب"، من إعداد الكاتب والناقد الفني المغربي محمد اشويكة.

موضوع الإرهاب ليس بالجديد داخل السينما العالمية، التي كان لها سبق التناول وأيضا رسم معالم عن الظاهرة وشخوصها على الطريقة الهوليودية المتحاملة كما العادة في تقديم "المسلم كإرهابي،وقاتل، وجاهل، ومتطرف دينياً، وشهواني يسيء معاملة النساء، وشرس محب للدماء" وفق ما جاء في كلمة العدد التي أشارت أن قلة من الأفلام العالمية تمكنت من الابتعاد عن التبسيط والشيطنة.

وعلى الرغم من حساسية الموضوع، تمكنت السينما العربية من تناول قضيتي"التطرف والإرهاب"، اللتين تقضان مضجع المجتمعات العربية الإسلامية، بما تخلفانه من دمار نفسي واجتماعي، ومسٍّ بالدين الإسلامي .. وذلك بطريقة تناول متباينة خاضعة لرؤية المبدعين السينمائيين العرب لشخصية الإرهابي، لكنها في المجمل يمكن تقسيمها، كما يقول الباحث المغربي سمير عزمي، إلى ثلاثة نماذج: "نموذج يسعى إلى شيطنة الإرهابي وإظهاره ككائن غريب و شاذ من داخل بناء اجتماعي و سياسي متسم بالتماسك والتكامل؛حيث العيب الوحيد هو فيروس الإرهاب، ونموذج ثان، حاول أن يقدم خطابا يربط الظاهرة بخلفياتها وأبعادها الاجتماعية و السياسية، بعيدا عن التخوين والشيطنة والتبسيط.ثم نموذج ثالث، تميز بالعمل على مقاربة الظاهرة متوسلا بلغة سينمائية رفيعة، لا تهتم بالتأليب والتحريض بقدرما تدفع إلى التفكير وطرح الأسئلة الموجعة".

وتكشف الفيلموغرافيا العربية، أو ما يصطلح عليه بـ "سينما الإرهاب"، اختلافا وتنوعا في الرؤى السينمائية للمبدعين العرب، وهو ما سيسلط عليه هذا العدد من "ذوات" الضوء، للإثارة أسئلة من قبيل: كيف عالجت السينما العربية قضايا الإرهاب والتطرف؟ وهل تختلف أساليب تصوير الأفلام المرتبطة بالتطرف والإرهاب عن الأفلام السينمائية الأخرى؟ وما سمات الشخصيات الجهادية في الأفلام المكرسة للتطرف والإرهاب؟ و إلى أي حد تستطيع السينما احتواء الفكر العقدي المُوَلِّد للإرهاب؟وكيف لها أن تنشر الوعي المضاد له؟ وهل راكمت السينما العربية فيلموغرافيا مهمة خاصة بالموضوع؟

كما يتضمن العدد دراسات حملت توقيع الباحث المغربي سمير عزمي، الكاتب و الناقد السينمائي الجزائري عبد الكريم قادري، الدكتورة والناقدة السينمائية المصرية أمل الجمل،و الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن،  أما حوار الملف، فهو مع الدكتور و الباحث والناقد السينمائي المغربي مولاي إدريس جعيدي.

ويقدم باب "حوار ذوات"، لقاء مع الأكاديمي المغربي، الدكتور عمر الإبوركي المتخصص في علم الاجتماع، الذي يتحدث عن العنف والتنشئة الاجتماعية، ويرى أن العنف والتطرف والدين أسلحة الشّباب العربي لمواجهة النظام الرّأسمالي الجديد.الحوار من إنجاز الباحثة المغربية في علم الاجتماع أمينة زوجي.