السياسة

بعد التحول.. مركز السياسات يفتح أبوابه أمام وسائل الإعلام

أحمد بلحميدي الجمعة 17 مايو 2019
بوليسي
بوليسي

AHDATH.INFO-الرباط-نهيلة اعتيتم (صحافية متدربة)

بعد أربع سنوات من الوجود والتطور، افتتح مركز "السياسات من أجل الجنوب الجديد"( “Policy Center for the New South” ) أبواب مقره بالرباط، أمام عدد من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، مساء الخميس16 ماي 2019. وذلك للتعريف أكثر بالمركز وطبيعة اشتغاله وكذا القضايا التي يعمل عليها.

و يسعى المركزالجديد،  الذي أضحى يحمل اسم "السياسات من أجل الجنوب الجديد" عوض مركز الدراسات والأبحاثالتابع للمكتب الشريف للفوسفاط إلى أن  يكون حاضنة للأفكار ومصدرا للتفكير الإستشرافي حول التدابير والاستراتيجيات التي يتعين اتباعها في السياسات العمومية بالنسبة لاقتصاديات الدول الناشئة، وبشكل عام بالنسبة لجميع الفاعلين المعنيين بمسلسل النمو والتنمية وطنيا وجهويا.

وتحقيقا لهذه الغاية، يعتمد المركز على أبحاث مستقلة، وعلى شبكة قوية وواسعة من الباحثين على الصعيدين الداخلي والخارجي

ويتوفر مركز “بوليسي سنتر”، الذي يسعى لتقديم إسهامه في  تحليل السياسات العمومية مع تعزيز التعاون الدولي بهدف تنمية بلدان النصف الجنوبي للكرة الأرضية، على باحثين ومفكرين وفلاسفة قارين، إضافة إلى متعاونين آخرين يتحدرون من دول مختلفة تنتمي إلى القارات الخمس، يشرفون على إعداد مجموعة من الإصدارات الفكرية والدراسات الاقتصادية والاستراتيجية.

ويستضيف المركز ملتقيات كبرى وينضم مؤتمرات داخل وخارج أرض الوطن، إذ يجمع فيها كبار صناع القرار والمفكرين لتبادل المعارف والخبرات في جو مفتوح وبناء.

كما يتوفر المركز على خبراء ومجموعة من كبار الباحثين المشاركين الذين يساهمون بانتظام في أهدافنا البحثية ويغني هؤلاء الخبراء أرضية التبادل بالمعارف والخبرات بغية تحسين قدرات تحليل السياسات الاقتصادية والعلاقات الدولية كما يشاركون في الانتاج التحليلي للمركز.

وخلال اللقاء، الذي جمع الصحفيين بالمشرفين على المركز، استعرض رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد،  كريم العيناوي، عددا من الأبحاث التي يقوم بها المركز الفكري، مبرزا أن الأخير يستند على الأبحاث المستقلة التي تنتجها شبكة من الشركاء والخبراء المرتبطين به، والتي تنخرط في إيجاد الحلول التي تركز على روح المصلحة العامة بالاستناد إلى أرضيات التبادل والمناقشة المفتوحة والشاملة.

وأعرب العيناويأن المركز يصدر بشكل منتظم ملفات ومذكرات توجيهية وكتب وتقارير وغيرها من الوثائق تتطلب النهوض بالمنظور الجنوبي في معالجة القضايا، مضيفا أن المركز يلعب دورا استشاريا في مجال السياسات العمومية والخاصة كما يستكشف ويجرب التنفيذ الملموس لتلك السياسات ميدانيا بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية.

وبخصوص مجالات البحث، تطرق ذات المتحدث إلى أربع مواضيع أو تحديات، أولها الفلاحة والبيئة والأمن الغذائي معتبرا أن هذا البرنامج يرتكز على مقاربة شمولية تتناول أولويات القطاع الفلاحي والتغيرات المناخية والحفاظ على البيئة وتأثير النمو السكاني.

كذلك، تحدث العيناوي عن التنمية على المدى الطويل، من خلال التركيز على المستوى اقتصادي إلى تعزيز محركات النمو والقدرة التنافسية من منظور وطني وإقليمي ودولي.أما الموضوع الثالث، فتطرق إلى الجيوسياسة والعلاقة الدولية وتعاملها مع أهم التحديات الجيوسياسية الدولية الرئيسية، مثل الدفاع والأمن والطاقة والاستراتيجية البحرية .والموضوع الرابع تمحور حول اقتصاد المواد الخام وسبل تمويله، وعلى أهمية الطاقات المتجددة ومراكز الإنتاج والاستهلاك وكذا على دور الفاعلين في هذه الأسواق.

ويسعى المركز إلى أن يكون حاضنا للأفكار ومصدرا استباقيا للتفكير الاستشرافي، وذلك من خلال تقديم مقترحات إجرائية وتدابير مختلفة موجهة للسياسات العمومية في المغرب، كما أنه يخلق طرقا جديدة للتعاون بين الباحثين وصناع القرار من منظور الجنوب.

وقد أشار العيناوي في ذات اللقاء إلى أن من بين أهداف مركز الدراسات والأبحاث أيضا دعم ومساندة إطلاق حوار واسع في منطقة المحيط الأطلسي، وتعزيز التعاون بشأن القضايا الاستراتيجية الجهوية والعالمية.

 

وبغاية تحقيق هذه الأهداف، التي تستوجب  تطوير وتقوية الرأسمال البشري، التزم العيناوي بالمشاركةبشكل ملموسفي تقوية القدرات الوطنية والقارية، وكذا بتحسين فهم القضايا المرتبطة ببرامج أبحاثنا. وذلك من خلال "مدرسة مركز الدراسات والأبحاث".

وقد تخلل اللقاء عرض 12 خبيرا وباحثا مواضيع بحوثهم المتعلقة بقضايا رئيسية في مجال الاقتصاد والهجرة والسياسات والعلاقات الدولية التي تعتبر ضرورية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب وعلى نطاق أوسع في القارة الإفريقية من قبيل شخصيات وازنة.

ويذكر أن المركز، الذي غير اسمه من مركز الدراسات والأبحاث، التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، “ocp policy center” إلى اسمه الحالي، هو مؤسسة فكرية مغربية تهدف إلى المساهمة في تبادل المعارف وإثراء التفكير المتعلق بالقضايا الرئيسية في مجالات مختلفة تهم المغرب وإفريقيا.

وتجدر الإشارة إلى أن مهمة المركز Policy Center for the New South" هي تعزيز تبادل المعرفة والمساهمة في بلورة وإغناء التفكير حول القضايا المتعلقة بالاقتصاد وبالعلاقات الدولية. ويقدم المركز قيمة مضافة حقيقية، من خلال منظور ورؤية بلد من الجنوب، إلى القضايا الحساسة وإلى الرهانات الإستراتيجية الجهوية والعالمية التي تواجهها الدول النامية والناشئة.