ثقافة وفن

كريم الفحل الشرقاوي يقدم مؤلفا مسرحيا بسلا

ع.عسول الأربعاء 22 مايو 2019
CapJJJUYTREDDture
CapJJJUYTREDDture

AHDATH.INFO

بتنسيق مع جمعية أمل سلا وفي إطار الإحتفال باليوم الوطني للمسرح المغربي، نظم مؤخرا مركز نون للأبحاث الدرامية والمسرحية والإستراتيجيات الثقافية، بالفضاء الاجتماعي والتربوي لدعم كفاءات الشباب – بطانة ، حفل توقيع وتقديم الإصدار المسرحي الجديد للمبدع والكاتب والناقد ذ.محمد أمين بنيوب . وتميز الحفل الذي قدمت له ذة.فاطمة مقداد وقام بتأطيره ذ.يوسف شفوعي  ، تميز الحفل بالقراءة التحليلية ل ذ. كريم الفحل الشرقاوي وذلك بحضور ثلة من الفنانين والمبدعين والمهتمين .

القراءة التحليلية للنص الدرامي " زورق إيلان ذاكرة التيه الربيع العربي "، حاولت الولوج إلى تخوم المتن من بوابة عتباته ( صورة الغلاف والعنوان على وجه التخصيص) من خلال تفكيك مؤشراتهما الدلالية التي تحيل القارئ على فجيعة الطفل السوري آيلان أيقونة التغريبة السورية كما تحيله على متاهات الربيع العربي الذي استحال خريفا مثخنا بالخيبات والإنكسارات والإنكفاءات التي مازالت فواجعها وآلامها ممتدة إلى الآن وما بعد الآن .

أيضا تناول ذ.الشرقاوي من خلال الورقة النقدية ، في مداهمته النص الدرامي، ذاكرة شخوصه الذين يتنفسون أكسجين الأحداث مستحضرين أعطاب ذاكرتهم المشروخة ... هذه الذاكرة التي تشكل بؤرة اشتغال وانشغال المبدع محمد أمين بنيوب .. بل وتشكل صلب مشروعه الإبداعي والمسرحي حيث يتبدى ذلك جليا من خلال سداسيته الدرامية التي عنونها  ب " سداسية مسرحية حول المسرح والذاكرة الجماعية " . فالكاتب مافتئ ينكأ جروح الذاكرة الذاتية والجماعية مستكشفا أعطابها متسللا إلى سراديبها و دهاليزها و مطاميرها المعتمة ليعتصر نزيفها ويلملم ملماتها ويفكك طلاسمها وأسرارها .

من هذا المنطلق حاولت القراءة التحليلية للنص الدرامي التسلل إلى ثقوب ذاكرة شخوصه الثلاثة وهم الحارس الليلي " صالح الشامي" ابن المقاوم الشهيد الذي أعدم برصاص الإستعمار الفرنسي . و " يارا البابلي " أستاذة المسرح التي فقدت ابنتها " ريتا " تحت أنقاض بيتها الذي تعرض لقصف المدافع . و " شامة الأندلسي " الشابة المعطلة والإبنة غير الشرعية التي وجدت نفسها في آخر المطاف مجرد مهاجرة غير شرعية .

إنهم –يقول المتحدث- ثلاثة مهاجرين فارين من الجحيم السوري أمضوا أسبوعا رهيبا في عداد المفقودين تحت رحمة أمواج البحر العاتية قبل أن تقذف بزورقهم إلى أحد المرافئ الإيطالية الذي تحول كما يذهب الكاتب إلى " عيادة مفتوحة للتائهين والمهاجرين السريين " .

بالقرب من هذا المرفأ / المنفى ستتناسل كل خطابات التيه و الضياع و التشظي و التحلل الهوياتي .. إنه تيه بطعم الإنفصام القصي عن الذات .. عن الوطن .. عن الحقيقة التي استحالت شكا أنطولوجيا يزحف كالطوفان ليجرف كل القيم و الثوابت الإنسانية الراسخة . يقول صالح الشامي " نحن بلا هوية و لا وطن ولا جواز سفر.. عبث وجودي .. بلدنا وهم .. تاريخنا أسطورة .. وحدتنا سحابة صيف حارقة .. ربيعنا مقصلة .. خريفنا جحيم .. شتاؤنا وحل ... وها نحن في مواجهة عارية مع المجهول " .