مجتمع

قبل الزواج .. هناك 8 مشاورات إلزامية !

احداث انفو الأربعاء 22 مايو 2019
therapie_couple
therapie_couple

AHDATH.INFO -  بقلم الدكتور جواد مبروكي*

بعد القيام بالعمل على معرفة دقيقة للشخصية الذاتية، والوصول إلى رؤية واضحة لمؤسسة الزواج يجب الآن على المرشح لهذا المشروع أن يستعد للمرحلة الثانية للتأكد من وجود انسجام واضح بين المرشحين للزواج من خلال 8 مشاورات ضرورية بكل صراحة وشفافية حيث كل مرشح يعبر للآخر رأيته حول النقاط الثمانية، وكذلك من أجل تقييم القدرة على الحوار والتواصل المتبادل وتنمية القدرات في طرق المشاورة والتعلم معا حتى تتوحد رأيتهما وتتناغم أهدافهما.

1- ماذا ينتظر كل مرشح للزواج من الشريك المستقبلي؟

جميع الصراعات بين الأزواج هي بسبب سوء الفهم بسبب ما ينتظر كل شريك من الآخر. على سبيل المثال، عندما تشتكي امرأة من زوجها "لا يعطيني الحنان ولا يهتم بي ولا يضمني في حضنه ولا يتكلم معي ولا يخاطبني بنعومة ولطافة"، اسألها "هل أخبرت زوجك بما تنتظرين منه؟ "، ترد علي " وْ عْلاشْ غَدي نْقولّو هَدْشي، راها بايْنَ". هذا النوع من الاعتقاد خاطئ لأن ما هو واضح لأحد ليس بالضرورة للآخر. في بعض الأحيان، يتعذر على الشريك تلبية انتظارات الآخر لعدة أسباب. هذا هو السبب في أنه من الضروري أن يستحضر كل مرشح ما ينتظره من الآخر ويرحب برأيه بإحسان ويعبر بوضوح عما يفكر فيه. هكذا تُقال كل الأشياء بوضوح.

2- ماذا يمثل "الزوجان= لوكوبْلْ" لكل مرشح للزواج؟

على كل مرشح أن يعبر عن رأيته لِ "لْكوبْلْ" وكيف ينوي المشاركة في تطوره ورخائه وسعادته. أيضا، في هذه المرحلة يجب الاتفاق على تنظيم حياة الزوجين وتوحيد رؤيتهم.

3- كيف يرى ويتخيل كل مرشح نفسه داخل مؤسسة الزواج؟

من المهم للغاية إثارة هذه النقطة. غالبًا ما يكون كل شريك حذرًا من الآخر خوفًا من استغلاله وإغراقه من قِبل الآخر وبالتالي يسود سوء الفهم والنزاعات. في كثير من الأحيان، يكون للشريك مطالب كثيرة تجاه الآخر دون أن يدرك ما هو متطلب منه أولا من أجل التناغم بين الشريكين. لذا، بدلاً من الحديث عن الآخر وكيف يجب أن يكون في الزواج، من الأفضل أن يتحدث الشريك عن نفسه قبل أن يطالب بأي شيء ويحاول أن يدرك كيف يرى دوره في ازدهار هذه المؤسسة.

4- هل يرى كل مرشح نفسه على قدم المساواة مع الآخر؟

جميع الأزواج يعانون من توازن القوى حيث يحاول كل شريك الحصول على السلطة على الآخر. هذه العملية غير طبيعية وتسبب أضرارا سيئة للغاية. من المهم التحقق من أن كل شريك يرى نفسه على قدم المساواة مع الآخر وأنهما يحاولان تمثيل بعضهما البعض كجناحين الطير، بحيث يمكنه الطيران في سماء السعادة بفضل جناحين متساوية ومتزامنة. إذا كان كل شريك يرى نفسه أقل شأنا أو متفوقا على الآخر، فإن هذا الزواج يبدأ بالفعل بالتواء كبير.

5- من سيتولى تسيير المال وهل هو مِلكهما الاثنين أم سوى لأحدهما؟

المال هو أحد العوامل الرئيسية في الصراع المؤلم للأزواج. يفترض الشريك الذي يشتغل خارج البيت أن المال ملكه الخاص. كل من لا يربح المال ويشتغل بالمنزل يُعتبر أقل شأنا مثل العاطل ويعتبر الاشتغال بالبيت دون أهمية. بأقصى قدر من الصراحة، يجب على المرشحين للزواج معالجة مسألة المال ويجب أن يعبر كل مرشح بصراحة عن رؤيته لإدارة الأموال، وإذا كان راتب كل منهما مِلكا لمؤسسة الزواج أو فقط للشخص الذي يربحه.

6- كم من عدد الأطفال يرغب كل مرشح؟

غالبا ما يسبب عدد الأطفال صراعا خطيرا عند الأزواج. في كثير من الأحيان، يتمنى الشريك الحصول على المزيد من الأطفال وليس الآخر. وفي كثير من الأحيان أيضا، لا يتخذ الزوجان ترتيبات خاصة ويحدث الحمل وتصبح الزوجة المسؤولة الوحيدة على هذا الحمل. كان الحمل مبرمجا أم لا، يبقى دائما من مسؤولية الزوجين الاثنين  وليس المرأة فقط. من أجل تجنب هذه المواقف الصعبة (حمل بدون تخطيط واتفاق) فإن دور كل من المرشحين هو التعبير عن رؤيتهم ويخططون برنامجا مسبقا.

7- ما هي التربية التي يرغب كل مرشح في تقديمها للأطفال؟

في كثير من الأحيان يقرر الأزواج إنجاب الأطفال دون الرجوع إلى تعلم طرق تربية الأبناء. من المهم توحيد الرؤية ووضع تربية الأطفال  في قلب الحياة الزوجية من خلال المشاورة حول كيفية تطوير قدراتهم التربوية. ولا ننسى أن الأمر يكون أصعب إذا كان الزوجين من ثقافتين وديانتين مختلفتين. ولهذا لا بد من الاستعداد وتحضير كل الطرق الممكنة لتربية الأبناء.

8- كيفية التعامل مع آباء الزوج والزوجة "العْكوزة والعْكوزْ وْ النّْسابْ"؟

تعتبر موافقة والديْ كلا الطرفين ضرورية لمشروع الزواج المستقبلي لضمتن نجاحه. ومن المهم أن يصف كل شريك للآخر آباءه بصراحة ويوضح عيوبهما. آباؤنا هم بشر وكل إنسان ناقص وغير كامل. ومن غير المجدي أن يقوم كل شريك بالدفاع عن والديه كأنهما ملائكة. يجب على كل مرشح قبول والدي الآخر كما هما بدون أي انتقاد واحتراما لشريك الحياة من أجل وحدة الزوجين. ويبقى الأمر متروك لكل زوجين لمعرفة كيفية التعامل مع والدي كل طرف منهما وتحضير طرق ديبلوماسية لوقاية أي جدال يزعزع وحدة الزوجين.

إذا قام المرشحون بالمشاورة بصراحة حول كل هذه النقاط وتوصلوا إلى اتفاق متبادل، فستكون كل حضوض نجاح مؤسسة زواجهما بجانبهما.

*خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي