السياسة

أزمة "البام": مجرد نموذج للتيه الحزبي المشترك !

AHDATH.INFO الخميس 23 مايو 2019
Capture d’écran 2019-05-23 à 17.16.42
Capture d’écran 2019-05-23 à 17.16.42

AHDATH.INFO

بعيش حزب "الأصالة والعاصرة" مأزقا تنظيميا حقيقيا تسهل مشاهدة آثاره بالعين المجردة، يرتبط في الأساس بلحظة النشأة الأولى، ثم يرتبط في المقام الثاني بلحظة تدبير هذا الحزب فيما تلا التأسيس، ويرتبط ثالثا بما وقع في الانتخابات الأخيرة التي راهن عليها الحزب لكي يكون الند الأول للعدالة والتنمية، لكنه فشل، أو لنقل لم ينجح في أن يلعب هذا الدور، ماجعل كثير المرتكزات التي بني عليها تتأثر بهاته النتيجة، وتجر وراءها عديد الإحباطات التي أنتجت حاليا الأزمة التنظيمية التي يمر منها هذا التشكيل الحزبي المغربي، والتي بلغت ذروتها بتصريح القيادي وهبي في تصريح مصور أعطاه لموقع إعلامي مغربي  أن بنشماس يخدم مصالح التجمع الوطني للأحرار، وأن العماري هو الذي يقف وراء أزمة البام الحالية

البام ليس وحيدا في فخ الأزمة التنظيمية هذا، فأغلبية الأحزاب المغربية تعيش اليوم حالة تيه فعلية. وباستثناء حزبين إثنين (هما الاستقلال والتجمع) يعلنان الرغبة بوضوح في إعادة بناء نفسيهما وتهييء المستقبل، البقية تدبر تركة الماضي بطريقة هاوية وارتجالية، وتحاول أن تعثر في صدف الأيام وتطوراتها على أجوبة لأسئلة وجودية تتهددها وتهدد كينونتها الأصلية أساسا

منها أحزاب كانت ذات يوم قائدة لليسار، وكانت صوتا للجماهير الشعبية، اليوم هي تدبر تطور الأمور بالحفاظ على ماء الوجه، وكفى. ومنها أحزاب كانت توصف في السابق بالإدارية وكانت تبدو للناس غير قابلة للتجاوز أو عدم المشاهدة، هي اليوم بالكاد تعلم أعضاءها المقربين أو من تبقى منهم أنها موجودة ولازالت على قيد التنفس الاصطناعي لتمثيل الحياة، ومنها أحزاب ثالثة لم يعرف المغاربة منذ بداية الاستقلال لماذا أنشئت، ولم يعرف المغاربة منذ تطورت السياسة لديهم لماذا بقيت، ولا يعرف المغاربة إلى اليوم، وقد خبروا عديد الأمور لماذا هي لازالت قائمة

عجز الطبقة الحزبية عن تطوير عرضها أنتج لنا هذا التشوه السياسي الذي نحياه اليوم، والذي لايستطيع أحد أن ينفيه.

اقتنعنا في لحظة من اللحظات، أن تحنيط ديناصورات معينة كفيل بإبقاء الوضع على ماهو عليه إلى مالانهاية. بقيت الديناصورات إياها في مناصبها القيادية لا تتزحزح ولا تترك للجيل الجديد، بل الأجيال الجديدة أي مكان، وتغير الوضع، ولم يعد يتقبل وجود ديناصورات على الإطلاق.

الدنيا تغيرت أيها السادة، ولم تعد كما كانت من قبل. من يستطيع إخبار أهل الكهف بهاته الحقيقة البسيطة  منا ياقوم؟