مجتمع

حدائق المندوبية بطنجة بين مد الوالي وجزر العمدة

محمد كويمن السبت 25 مايو 2019
0-4
0-4

AHDATH.INFO

في الوقت الذي كان فيه والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يستقبل تمثيلية عن الفعاليات المدنية والسياسية والشبابية المدافعة عن حدائق المندوبية، كان عمدة المدينة يستقبل في ذات اليوم التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى حول نفس الموضوع، فيما كان مجموعة من الشباب، الذين أطلقوا نداء "أنقدوا حدائق المندوبية" يستعدون لتنظيم وقفة احتجاجية وإفطار جماعي بالمنطقة المعنية بإقامة مشروع مرآب تحت أرضي للسيارات سبق أن برمجته السلطات المحلية ضمن أوراش طنجة الكبرى.

وسارع الوالي، إلى دعوة ممثلين عن التنسيقية التي تشكلت من هيئات حزبية ونقابية وجمعوية للدفاع عن حدائق المندوبية، للإعراب "تجاوبه مع مطالب الساكنة"، وأكد لهم "حرصه على ضمان الامتناع عن أي أشغال بالموقع المذكور إلى غاية الوصول الى تصورات متكاملة وبديلة تضمن بشكل كامل الطبيعة البيئية والأثرية لحدائق المندوبية".

كما أبدى الوالي استعداده لتلقي اقتراحات وتوصيات المجتمع المدني، التي تهم المنطقة ودراستها، مع تشكيل لجنة مختلطة لتتبع الملف والوقوف عليه، وفق ما ذكره بلاغ التمثيلية.

بدوره بادر العمدة إلى استقبال وفد التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى، واطلع على مقترحهم حول "تهيئة شاملة ومندمجة لفضاء منطقة سوق دبرا تعمل على تحقيق تنمية المنطقة مع الحفاظ على الموروث الطبيعي والثقافي الذي يتشكل في جزء منه في فضاء حدائق المندوبية"، وتم الاتفاق بين الطرفين، حسب ما ورد في بلاغ التكتل، على "العمل المشترك من اجل ايجاد حل شامل ومستدام لهذا الملف".

وظل ملف حدائق المندوبية يتأرجح بين المد والجزر، منذ إطلاق حملة احتجاجية ضد إقامة مشروع مرآب تحت أرضي للسيارات بتلك المنطقة، بعدما حاولت السلطات المحلية فرض الأمر الواقع حين شرعت في تسييج الحديقة، دون أن يصدر أي موقف رسمي من مجلس جماعة طنجة بصفتها السلطة المفوضة.

واستمر الجدل حول ضرورة الحفاظ على الرصيد التاريخي للمنطقة من جهة وأهمية المشروع بالنسبة لحل مشاكل السير والجولان بمحيط المدينة القديمة من جهة أخرى، وتطور الأمر إلى نشوب "صراعات" بين بعض الهيئات المدافعة عن حدائق المندوبية، ودخول الوالي والعمدة على خطين متوازيين، وسط ترقب الساكنة لتوحيد الرؤى بين كافة الجهات المعنية بعيدا عن المزايدات من أجل مصلحة طنجة.