ثقافة وفن

حسن جيدة: "فن العيطة مثال لكفاح المرأة البدوية ضد الاستعمار والاستبداد"

ع.عسول الخميس 13 يونيو 2019
CaAAAIITApture
CaAAAIITApture

 

AHDATH.INFO

أكد المحاضر حسن جيدة في بداية حديثه عن أهمية تناول موضوع العيطة بإعتباره  ثراث لامادي ينبغي المحافظة عليه لأن الحضارات تبنى برصيدها من الثقافات الشعبية ، إلا أن أغلب المثقفين لا يرغبون في الحديث عن هذا الفن الثراثي الشعبي وذلك راجع لكونهم يرون أن في ذلك تحقير وتبخيس، لسبب أن الثقافة المخزنية جعلت من الثقافة الشعبية آنذاك  وبالخصوص فن العيطة  أمرا  متخفيا ويشكل طابو ، وذلك مرده لكون الثقافة الشعبية تعبر عن نبض المجتمع ضد التسلط والظلم والإستبداد.

وأشار الدكتور حسن جدية المهتم بالثقافات الشعبية ، أثناء مشاركته في ندوة فكرية تحت عنوان  "واقع فن العيطة كفن ثراثي ومكون من مكونات الثقافة الشعبية" في إطار فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الوطني لفن العيطة المنظم تحت شعار "العيطة  ثراثي "،أشار د.جيدة "إلى أن فن العيطة ظهر منذ خمس قرون وكان مثالا لنضال وكفاح المرأة البدوية لأنه نشأ في الوديان والجبال والأحراش ، ولإثباث وجودها  ضد جبروت المستعمر الغاشم ، وقد تحملت في ذلك كل أصناف القدح وعدم الاحترام الذي مورس عليها من طرف المخزن القديم ، كما أنها  دائما في المواجهة من خلال حضورها الدائم في مجالس القياد والباشوات والأعيان .

وعن كيفية صنع فن العيطة أشار الأستاذ جيدة الى أنها تكونت عبر التواتر بحيث في كل حقبة زمنية تصاغ أبيات ومقاطع وتسترسل في الصياغة عبر الزمن ومع اختلاف الأحداث والوقائع الإجتماعية . وأثار المحاضر نقطة مهمة يمكن إعتبارها إساءة الى فنون العيطة وهي المصطلحات الرديئة والقدحية التي إرتبطت بالمرأة أو أدخلت بمفهوم خاطئ ونسبت إلى الشيخة وبالتالي فهي ليست أصلا في العيوط بقدر ماهي تأويلات لغوية .

وفي مداخلة للشاعر المختار العباس أشار فيها إلى أن العيوط هي موسيقى ثراثية استعملتها القبائل لمقاومة المستعمر وكلامها واشعارها مستوحاة من التقاليد والأعراف لمختلف المناطق المغربية البدوية بالإضافة الى أنها نداء موجه للأولياء لأجل نجدة الناس من الظلم والإستبداد وتعتبر خربوشة أول إمرأة ضحت بنفسها في سبيل استقلال البلاد وكانت لا تأبى الخضوع والمذلة ورفض كل أنواع الجبروت الممارس من طرف الاعيان والباشوات والقياد آنذاك .مشيرا إلى أن هذا الفن كان يقتصر على بعض الآلات البسيطة كالطعريجة والبندير ومع تطور السنين أضيف إليها الكمبري إلا أنه في الوقت الراهن فقد توهجه باستعمال الآلات الحديثة (باتري البيانو ....) .

وفي نفس السياق أكد المحاضر زكرياء لعروسي على أن المصالحة مع الثراث هو مكون أساسي لنجاح النموذج التنموي الجديد بالمغرب لأن القطيعة مع الثراث هو قطيعة مع التاريخ وبالتالي حدوث الفوضى وأعطى مثالا لدولة الصين التي حافظت على مكونات ثقافتها الشعبية وتشبتث بها حتى صارت الآن تظاهي الدول المتقدمة.

وشدد على أنه لتحقيق التنمية ينبغي الحرص على الحفاظ على موروثنا الثقافي الشعبي وإحداث مصالحة مع هذا الفن بتدريسه في جامعاتنا والحرص على مساهمة وانخراط الجميع في تحقيق التنمية الشاملة التي أرادها ملكنا محمد السادس والتي حرص في معظم  خطاباته على نهجها .

وكانت  زهور الكانوني رئيسة جمعية زهرة الحياة ،قد عبرت في كملة افتتاحية للندوة على "أهمية الموضوع بإعتباره ثراثا لاماديا يشكل رافدا من روافد الثقافة الشعبية المغربية مبرزة أن حضارات الأمم تقاس بالمحافظة على ثراثها الشفاهي".

بدوره عبد العزيز الرابحي -عضو اللجنة المنظمة-  قال .. "هذه الندوة تأتي كمحاولة لإماطة اللثام عن بعض الجوانب المرتبطة بفن العيطة كفن ثراثي |أصيل ، ظهر منذ عصور السلاطين المغاربة والذي تبلور بقوة أثناء الاحداث التاريخية التي عرفها المغرب جراء الاستعمار الغاشم كنوع من انواع المقاومة ضد المحتل بحيث تم توظيف العيطة في الاحتجاجات لرفع الظلم وتجييش الناس وحشدهم ضده ، لحنا وموسيقى وشعرا. مضيفا أن هذا الفن ترتبط مواضيعه بالطبيعة الجغرافية والتاريخ وأوصاف كرم الناس والخيل، والفلاحة والفلاحين ووصف أعيان القبائل ورجال السلطة من قياد وباشوات، وهنا لابد من الوقوف عند تجارب بعض الرواد لهذا الفن(الماريشال قيبو ،بوشعيب البيضاوي، الدعباجي، فاطنة بنت الحسين، اولاد بنعكيدة ، اولاد البوعزاوي ،الكوباص ،خربوعة ....)"..