ثقافة وفن

مرسي...شهيد حقيقي أم ميت عادي؟؟

AHDATH.INFO الأربعاء 19 يونيو 2019
62019182242729
62019182242729

ahdath.info

أردوغان وصف الرئيس المصري الأسبق الذي توفي الإثنين بأنه شهيد.

ابن كيران من قلب لايفاته المغربية وصف مرسي بأنه شهيد.

المرزوقي ذهب أبعد من الاثنين ووصف مرسي بأنه شهيد، بل واعتذر له لأنه لم ينجده في الوقت المناسب...

ماليزيا مهاتير وصفت هي الأخرى مرسي بأنه شهيد وطالبت بالتحقيق حول ظروف وفاته.

طبعا مختلف تنظيمات الإسلام السياسي في الشرق وفي الغرب وفي الجنوب وفي الشمال وصفت الرجل الراحل يوم الإثنين، والذي جرب حلاوة السلطة والرئاسة في مصر لأشهر معدودات قبل أن يذهب إلى السجن بعد ثورة 30 يونيو، بأنه شهيد.

وصف الشهادة هذا يحتمل نقاشا كبيرا، لأننا لا نريد إزالته عن مرسي ولا نستطيع إضفاءه عليه. وحده رب العزة يستطيع أن يتقبله شهيدا، أو أن يحشره ضمن من ماتوا في تدافع سياسي بين خصوم وأطراف عديدة، خصوصا وأن الرجل لم يقتل، ولم يتم حقنه بمواد سامة، ولم يتعرض لعملية إرهابية من تلك التي تتقنها حركات الإسلام السياسي، ولم يدس له أي شيء في الطعام.

الرجل كان تحت مراقبة طبية صارمة، ومصر كانت تتمنى له الخير والعافية لأنها تحتضن بعد يومين فقط كأس الأمم الإفريقية، وآخر أمنياتها في الحياة كانت هي أن يقع سوء لمرسي: فمن أين أتى البكاؤون الجدد هؤلاء بوصف الشهادة؟ وكيف يستقيم عدم التدخل في شؤون داخلية لدولة معينة مع التصريح بكل رعونة وأخذ موقف لصالح هذا الطرف دون الطرف الآخر وعدم أخذ هذا الموقف بالاعتبار حين انعكاسه على موقف مصر من هؤلاء الذين عادوها واختاروا ضفتهم منذ وصول الإخوان إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير وليس فقط منذ وفاة مرسي الإثنين؟

موقف جد مثير للانتباه لابد من التوقف عنده، هو موقف الإخوان المسلمين في السودان، الذين ترحموا كثيرا على مرسي، والذين أدانوا ما وصفوه بـ«الانقلاب على الديمقراطية»، الذي تم ضده، وطبعا هم أيضا وصفوه بـ«الشهيد».

نسيالإخوانفيالسودانأنهمحينانقلبالبشيرالرئيسالسابقلبلدهمعلىالديمقراطيةبعدثورةالثمانينياتالشهيرةبلعوا ألسنتهم وقالوا «آمين»، بل فركوا الأيدي وابتهجوا أنهم وصلوا إلى الحكم.

رب العزة وعد من يقول كلاما ويفعل فعلا يناقض ذلك الكلام بالدرك الأسفل من النار، ووصفه بالمنافق.

ترانا سنفهم أفضل من رب العزة؟

معاذ الله، إنهم بالفعل منافقون، وإن مكانهم وهم يتاجرون بالدين لأجل السياسة في الدرك الأسفل من النار بكل تأكيد...