بوابة الصحراء

هلال يشهر الورقة الحمراء في وجه الجزائر

عبد الكبير اخشيشن الخميس 20 يونيو 2019
عمر-هلال
عمر-هلال

AHDATH.INFO

أشهر عمر هلال ثمان أوراق حمراء في وجه الموقف الجزائري القائل بحيادية هذا البلد الجار، مستعرضا جملة من الأسئلة الاستنكارية التي تؤكد تورط الجزائر في هذا الملف.. كل ذلك تم خلال أشغال اجتماع لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك الإثنين، إذ وجدت الجزائر نفسها في مواجهة ديبلوماسية جديدة مع المغرب بسبب تباين المواقف بخصوص نزاع الصحراء.

واندلعت هذه المواجهة الديبلوماسية على إثر غضب ممثل الجزائر من اعتبار بلاده طرفا في نزاع الصحراء، الذي أثارته بعض الدول الحاضرة في هذا الاجتماع، وهو ما رفضه ممثل الجزائر الذي انتفض مدافعا عن اعتبار بلاده طرفا مراقبا فقط.

الممثل الدائم للمغرب، عمر هلال، وجه عديد الأسئلة للموقف الجزائري من هذا النزاع، مثل تسليحها لجبهة البوليساريو وتسخيرها لديبلوماسيتها للدفاع عن أطروحتها، وتخليها عن جزء من ترابها للجبهة تمارس عليه سلطتها، بالإضافة إلى اقتراحها، في 2 نونبر 2001، في هيوستن الأمريكية، من خلال رئيسها السابق عبد العزيز بوتفليقة، تقسيم الإقليم وسكان الصحراء، وهو الاقتراح الذي يناقض المواقف الجزائرية المعلنة.

وتساءل هلال إذا كانت الجزائر تعتبر نفسها طرفا محايدا فلماذا تحتضن وتمول وتتحرك دبلوماسيا لفائدة البوليساريو كمنظمة انفصالية وتجعل من الدفاع عنها أولوية؟ وإذا كانت الجزائر لا تعتبر نفسها طرفا في النزاع فلماذا تضع جزءا من ترابها في الجنوب الجزائري ليكون مقرا للمنظمة الانفصالية، والذي تحتجز فيه منذ أربعين سنة ساكنة من الأقاليم الجنوبية للمغرب في ظروف لا إنسانية، كانت موضوع إدانة من قبل المنتظم الدولي، وذلك في التقييم الخاص بحقوق الإنسان في الجزائر لسنة 2018؟

وإذا كانت الجزائر مجرد ملاحظ عادي، يقول هلال، فلماذا ترهب الدبلوماسيين بنيويورك في موقف قار يضع موقفها من الدول مبني على موقفهم من البوليساريو وقضية الصحراء، بل واللجوء إلى مجموعة من الأكاذيب وتحوير مداخلاتهم متجاهلة سيادية الموقف الديبلوماسي، لتنتهي إلى الموقف المعروف إما أن تكون مع البوليساريو أو أنت ضد الجزائر.

واسترسل هلال بالقول أن الجزائر إذا كانت تعتبر نفسها طرفا محايدا فلماذا تصر على غرس ثقافة كره المغرب وزرع الانفصال لدى أطفال الجزائر المتمدرسين كما حدث في امتحانات السنة الجارية، من خلال سؤال يقول إن بناء المغرب العربي رهين باستقلال الصحراء، مؤكدا أن الصحراء مغربية وستظل كذلك.

هلال أضاف أن الجزائر إذا كانت تصر على الحياد فكيف تفسر المقترح الذي سبق لرئيسها السابق أن اقترحه بتقسيم الصحراء، وذلك في مقترح للأمم المتحدة سنة 2001 بهيوستن، وهو مقترح متناقض مع مفهوم تقرير المصير، بل ومتناقض حتى مع أسطورة الشعب الصحراوي، وهو ما رفض المغرب معتبرا ساكنة الأقاليم الجنوبية أو الموجودة في تندوف موحدين في مغربيتهم؟

وإذا كانت الجزائر لا تعتبر نفسها طرفا، يقول هلال، فلماذا تستمر في سد آذانها عن نداءات المنتظم الدولي، ومنها مقررات صادرة عن مجلس الأمن بإحصاء ساكنة تندوف بالجزائر لضمان حقوقها؟ وإذا كانت الجزائر ليست طرفا في القضية فلماذا تواصل حماية المتلاعبين بالمساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة؟ مذكرا بخلاصات التحقيق، الذي أجراه المكتب الأوروبي لمكافحة الفساد، والذي أكد وجود تلاعبات كبيرة في هذه المساعدات.

وتساءل هلال في الختام: «إذا لم تكن الجزائر طرفا رئيسا في القضية فلماذا تفرض رسوما على المساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة المحتجزة، وهو ما يشكل نموذجا استثنائيا في العالم؟»، معتبرا أنه لولا وجود هذه الحقائق، التي لا تقبل الطعن، فإنه لن يكون لا حديث عن الانفصال ولا عن وجود هذه القضية من الأصل.