مجتمع

الشنا: فسروا للدراري القرآن قبل ما تصدق البنت حاملة!!

سكينة بنزين الاحد 07 يوليو 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

"هاد الحرامي ديالك لوحيه كوليه بيعيه حطيه في الزبل المهم ترجعي بلا بيه" .. عبارة صادمة لم تغب يوما عن ذاكرة عائشة الشنا، لتتحول إلى محفز عاطفي دفع من كانت يومها ممرضة إلى التحول نحو العمل الاجتماعي وتأسيس جمعية التضامن النسوي، لحماية الأمهات العازبات.

الشنا على عادتها في الكلام بعفوية غارقة في أدق التفاصيل، أبرزت خلال مداخلتها في أشغال الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة فريديريتش ناومان للحرية في المغرب، وحركة ضمير، حول "الحريات الفردية بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية"، أنها تعرضت للكثير من الرفض والاتهام بالفساد منذ قررت الدفاع عن الأمهات العازبات لتراكم تجربة 59 عاما من النضال، موضحة رغبتها في الاستمرار، رغم بلوغها اليوم 78 سنة، مشيرة أن رفض المغاربة لها تحول إلى قبول وانصات و إشراك لها في عدد من القرارات.

"59 سنة من عملي التطوعي ماشي خسارة في بلادي"، تقول الشنا التي أشارت أنها أقسمت حين رأت مشهد رضيع يحرم من أمه، بأن تضع حدا للظاهرة، وأن تخرجها من دائرة المسكوت عنه، رغم اعترافها في أكثر من مناسبة أنها "خوافة"، لكنها تمتلك في لحظات الحسم الجرأة اللازمة التي مكنتها من طرق أبواب المسؤولين والجمعيات الوطنية والدولية.

كلمة الشنا المطولة خلال الندوة العلمية، سلطت الضوء على مختلف زوايا موضوع الأمهات العازبات المتشعب، والقديم على عكس من يحاول ربطه بالسنوات الأخيرة، " جدي كان عالم دين، ومع ذلك كان يرفض أن يصف أحد الأطفال بأنهم أبناء حرام، "كان يقول أنهم أبناء رضا .. جوج ناس تلاقاو بالرضا وكانت النتيجة حمل"، كلام ربما أغضب عدد ممن ترددت الشنا في وصفهم بالإسلاميين المتطرفين، الذين اكتشفت حسب روايات بعض الأمهات العازبات أنهم متورطين في اغتصاب باسم "زواج الفاتحة"، مع التنصل من تبعاته لترك الأمهات يواجهن مصيرهن وحيدات.

رئيسة " جمعية التضامن النسوي"، سلطت الضوء على الظروف غير الإنسانية التي كان يتم فيها استقبال أطفال الأمهات العازبات، حيث يتم وضعهن في عهدة نساء داخل بيوت كراء بالمدينة القديمة أو درب السلطان، دون توفير الرعاية اللازمة لهم ولأمهاتهن اللواتي تتجه بعضهن للبغاء، أو لأعمال البيوت.

وردا عن الانتقادات التي توجه لها كلما حاولت زرع الوعي بتداعيات الحمل الخارج إطار الزواج، قالت الشنا أن " التربية الجنسية موجودة في القرآن، منخليوش ولادنا فدار غفلون، فسروا للدراري القرآن، قبل ما تصدق البنت حاملة".. وعن قصة مشروع الحمام الذي تستفيد منه الأمهات العازبات، قالت الشنا أنه بدأ كمزحة بعيدا عن تقيدها بما يجب قوله أو تجنبه أمام المسؤولين، ليتحول إلى حقيقة بعد أن قبلت به منظمات دولية وقدمت لها الدعم اللازم، "الحمام كان أشبه بضرب عصفورين بحجر واحد، من جهة هو يضمن دعما ماديا للأمهات العازبات، ومن جهة ثانية هو توعية للسيدات اللواتي يقصدن الحمام حتى لا تقع بناتهن في نفس المشكل"