اقتصاد

استثمارات تتأثر بغياب وثائق التعمير بطنجة

محمد كويمن الأربعاء 17 يوليو 2019
0-7
0-7

AHDATH.INFO

مرت تسع سنوات على انتهاء العمل بوثيقة تصميم التهيئة لمدينة طنجة، وتعثر المشروع الجديد ثلاث مرات، دون أن يرى النور لحد الآن، بعدما توقف عند محطة الولاية أمام أنظار الجماعة، في انتظار "الإفراج" عنه مرة أخرى وهو في طور التقادم، لتبقى طنجة الكبرى بدون تصميم التهيئة حتى إشعار آخر.

وسبق أن صرح محمد مهيدية والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، بأن إخراج تصميم تهيئة طنجة، يعد من "انتظارات" ساكنة المدينة، وبدونها يستمر "الاستثناء والعشوائي"، وطالب مهيدية خلال اجتماع المجلس الإداري التاسع عشر للوكالة الحضرية لطنجة، بالتعجيل بإخراج هذه "الوثيقة المهمة"، وهو نفس مطلب عمدة المدينة، بعدما تعثرت إجراءات تنزيلها، وتوقف النقاش حول كيفية حل مشاكلها العالقة بتنسيق مع كافة الأطراف المعنية.

كما اعتبرت جماعة طنجة أن عدم نشر مشروع تصميم التهيئة بالجريدة الرسمية، كمحطة أخيرة لخروجه إلى حيز الوجود، لن ‏يضر بالتنمية العمرانية، ولن يوقف عجلة الإنعاش العقاري بالمدينة، في الوقت الذي يؤكد فيه العديد من المتتبعين لتدبير الشأن المحلي أن غياب وثائق التعمير أثرت بشكل سلبي على وتيرة الاستثمار بالمنطقة.

وكانت جماعة طنجة قد أصدرت بلاغا، تشير فيه إلى أن مشروع تصميم التهيئة بصيغته الأخيرة تم إعداده في إطار صفقة قامت بها الوكالة الحضرية لطنجة، حيث أوكلت بمقتضاها هذه ‏المهمة إلى مكتب دراسات متخصص، وقطع جميع المراحل "في ظروف جيدة سواء من ‏حيث الفضاء الذي خصص للبحث العلني أو من حيث الإمكانيات البشرية واللوجستيكية التي رصدتها ‏الجماعة لهاته العملية".

واتخذ المجلس خلال دورة استثنائية مقررا جماعيا تميز، حسب ذات المصدر، ‏بالتفاعل الإيجابي مع عموم الملاحظات التي أبدتها المقاطعات الأربع، كما تبنى عموم الملاحظات ‏والتعرضات التي أدلى بها المواطنون المعنيون بتصميم التهيئة.‏

ومن بين الملاحظات التي أثارت تخوف السلطات المحلية حول مشروع تصميم التهيئة، عدم قدرة الجماعة على الالتزام برصد ميزانية خاصة بملفات العقارات التي ستخضع لمسطرة نزع الملكية، في ظل "أزمتها المالية"، الأمر الذي فرض عدم الإسراع في إخراج التصميم الجديد، وإن كانت هناك مؤاخذات أخرى حول الرؤية العامة لهذا المشروع حول الامتداد العمراني للمدينة، مع ما تشهده من توسعات وتحولات مجالية نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية وانتشار البناء بشكل سريع بمحيطها.

وغير بعيد عن مركز مدينة طنجة، توجد جماعة اكزناية عند الطريق المؤدية إلى أصيلة، وهي بدورها لا تتوفر على تصميم التهيئة منذ سنة 2011، بعدما ظل مشروعه متوقفا، حين لم يتم الحسم في بعض التفاصيل التي تهم موقع المطار ومسار خط الغاز، لتظل المنطقة التي تضم أكبر التكتلات السكنية بضواحي طنجة بدون تصميم التهيئة، في الوقت الذي يتواصل البناء بشكل مكثف بمختلف تراب هذه الجماعة دون مراعاة بعض الضوابط القانونية في مجال التعمير، التي تفرضها وثيقة تصميم التهيئة.