السياسة

لسد الخصاص لديها.. ألمانيا تلجأ لخطة فريدة لاصطياد الكفاءات المغربية

أحمد بلحميدي الاحد 21 يوليو 2019
ألمانيا
ألمانيا

 

AHDATH.INFO

ألمانيا تبدأ رحلة البحث عن الكفائات الأجنبية لسد الخصاص. ففي الوقت الذي يعيش هذا البلد على وقع تحول جذري لهرمه السكاني ونزوعه نحو الشيخوخة, اهتدت ألمانيا إلى طريقة فريدة, تعتمد التعاقد مع القطاع الخاص المغربي, لتكوين كفاءات متخصصة, وفق المعايير الأوروبية, ولكن في الوقت ذاته متمكنة من اللغة الألمانية.

مؤخرا, تعاقد البرنامج الألماني في علوم الصحة مع المدرسة العليا  لعلوم الصحية, وهي معهد خاص, من أجل تكوين أطباء وممرضين, إلى جانب مجال رعاية المسنين.

ويقول أصحاب المشروع,إن البرنامج يسعى إلى تحقيق هدفين اثنين. الأول توفير كفاءات من أجل سد الخصاص في الأطر الصحية بألمانيا, فيما الهدف الثاني, استيعاب بطالة الشباب المغاربة ! التي يقدر هؤلاء المسؤولون بأنها مرتفعة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يقدر مكتب العمل الفدرالي الألماني الخصاص في الأطر الصحية ما بين 120 ألف و200 ألف منصب, وذلك في ظل الطلب المتزايد على هذه الأطر بسبب الشيخوخة السكانية, وانخفاض معدلات الوفاة, واتساع الإمكانيات العلاجية بفضل التكنولوجيات الطبية.

وفي هذا الإطار, كشف مكتب العمل الألماني عن ثلاث مهن طبية تعيش أكثر من غيرها في ظل الخصاص. يتعلق الأمر بفئة الأطباء, الممرضات ثم مساعدات رعاية المسنين, موضحا بأن متوسط الفترة الزمنية التي يستغرقها الظفر بأطباء تصل إلى 155 يوما, فيما تصل هذه الفترة إلى 105 بالنسبة للممرضات,و110 بالنسبة لمساعدات الرعاية الاجتماعية, علما بأن هذا المعدل لايتجاوز 67 يوما بالنسبة للمهن الأخرى.

وبالنسبة للبرنامج الألماني الذي أطلق بشراكة مع المدرسة العليا لعلوم الصحة, سيكون متاحا للتلاميذ الحاصلين على البكالوريا المتوفرين على المعايير التي تشترطها المدرسة العليا لعلوم الصحة.

وسيتلقى الطلبة المقبولوون برامج مكثفة لتعلم اللغة الألمانية, يوفرها معهد غوته, خلال السنة الأولى, حتى اجتياز مستوى " ب2 ", فيما سيشرع ابتداء من السنة الثانية في تدريس البرنامج برمته باللغة الألمانية, من طرف أساتذة ومختصين ألمان إما تابعين للمدرسة أول إلى مؤسسات ألمانية شريكة, على أن سنة الدراسة النهائية ستتم في ألمانيا مع توفير التدريب, ومن ثم الإدماج بسوق العمل الألماني.

ليس ذلك فقط. وفي الوقت الذي تقول الإحصائيات بأن المغرب يشكو بدوره من الأطر الطبية!  فهذا البرنامج مفتوح حتى في وجه الحاصلين على شهادات في أحد المجالات الطبية والمكونين بمختلف معاهد المملكة, إذ يقوم البرنامج بتلقينهم الألمانية واللغة الطبية الألمانية, لتأهليهم للحصول على ترخيص مزاولة المهنة بألمانيا.