ثقافة وفن

فاجعة اجوكاك ... حتى لا تتكرر المأساة

لحسن معتيق السبت 03 أغسطس 2019
201808031549192087431972
201808031549192087431972

Ahdath.info

لاتكاد تمر سنة من السنوات القليلة الماضية دون وقوع مأساة يذهب ضحيتها احد الاشحاص مغربيا كان ام اجنبيا في مختلف المناطق الجبلية لإقليم الحوز ، فقد دون الاقليم في سجل ذكرياته المؤلمة عددا من الحوادث منها ما يدخل ضمن الكوارث الطبيعية لايد للإنسان في مسببات وقوعها .

ولكن له دور في القدرة على تنظيم حملات تحذيرية استباقية ناجعة او اتخاذ اجراءات صارمة للحد من الحوادث المميتة من قبل كل المتدخلين على المستوى الترابي المحلي قبيل فصل الشتاء والصيف التي تعرف عواصف ثلجية او رعدية التي غالبا ما تكون مصحوبة بامطار طوفانية تتسبب في انهيارات ارضية او لمنازل طينية اثناء اوبعيد مرورها غاليا ما تكون قاتلة .

فيذكر سجل الحوادث بالإقليم في هذا الصدد حادثة اوريكا منتصف التسعينات من القرن الماضي التي ذهب ضحيتها العشرات من زوار المنطقة في فيضان اجتاح المنطقة في عز فصل الاصطياف فصل الصيف . غير بعيد زمنيا من تاريخ وقوع الفاجعة تبث اليابانيون بشراكة مع وكالة الحوض المائي ، وزارة التجهيز ومسؤولي اقليم الحوز جهازا للانذار المبكر على واد اوريكا ثم بعد ذلك على وادي غيغاية وتانسيفت كاجراء ذو طابع تحديري لتفادي الخسائر البشرية.

الاان هذه الاجهزة تنقصها النجاعة والفعالية حيث غالبا ما لا تقوم بدورها في الزمان المحدد خصوصا على مستوى منطقة اوريكا التي اصبحت تشهد فيضانات اكثر من مرة في السنة الواحدة خلال السنوات القليلة الماضية وفي كل مرة لايعمل فيها جهاز الانذار يخسر اصحاب المقاهي اجهزتهم وتدخل المنطقة في فوضى ورعب .

وخلال الثلاثة السنوات الماضية قتلت صخرتين من الحجم الكبير اثر سقوطهما العرضي امراتين في كل من جماعة اربعاء تغدوين وستي فاضمة ، كما سقطت اخرى دون خسائر في منطقة مولاي ابراهيم وستي فاضمة ، ومازالت صخرتين معلقتين بكل من جماعة مولاي ابراهيم فوق منطقة الرحى واخرى في منطقة اجوكاك دون ان يتدخل اي مسؤول من ايجاد حل للحيلولة دون سقوطهما وقد تخلفان قتيلا او قتلى لاقدر الله ، رغم تقديم عدة تحديرات بشانهما من فبل مواطنين .

ولم تكن الانهيارات الطينية او الصخرية التي تشهدها الطرق بالاقليم عرضية مثل ما وقع في اجوكاك ، حيث شهدت ، خلال السنوات القليلة الماضية انهيارات صخرية بكل من الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورزازات على مستوى منعرجات تيشكا ، والطريق رقم 7 على مستوى منعرجات تبضرت بين تحناوت واسني ، كانت الالطاف الربانية وحدها وراء عدم الحاقها بخسائر بشرية بمستعملي الطريقين .

وتعود اسباب اغلب هذه الانهيارات الى الاشغال التي خضعت لها مخلفة حيطانا صخريىة اثناء شق الجبال لتوسعة الطريقين دون اخذ الاحتياطات التقنية للحيلولة دون وقوع انهيارات التي تسببت في قطعهما في اكثر من مناسبة كما سبق ذكره ، ويمكن تثبيت سدود على غرار التي تقيمها وزارة التجهيز اثناء تساقط الثلوج لمنع مستعملي الطريق رقم 9 من المرور من منعرجات تيشكا ، بحيث تقوم بذات الدور في حال العواصف الرعدية .

وفي مجال التعمير تكتفي السلطات المحلية بالاقليم بمراقبة صارمة لكل صغيرة وكبيرة بخصوص المخالفين لقوانين التعمير داخل المناطق السهلية للاقليم كما في الجبلية منه دون ان تكلف عناء احصاء المنازل الطينية الايلة للسقوط التي اودت بازيد من 6 اشخاص بكل من اسني ، تغدوين واوريكا مؤخرا . في ذات السياق عرفت منطقة امليل الجبلية غير بعيد من قمة توبقال حوادث مميتة ذهب ضحيتها مواطنون مغاربة وأجانب في غياب اية محادير من قبل السلطات المحلية للحيلولة دون وقوعها او التخفيف من حصيلتها وهو الامر الذي تحقق مؤخرا باقامة نقط للمراقبة على طول المسار الرابط بين امليل وتوبقال .

لم يعد تغير المناخ واثاره السلبية محط نقاش عن حقيقته من عدمها بل اصبح واقعا يقر به اغلب دول العالم من خلال توقيعها على الاتفاقية المتعلقة به ، وما يجب عمله اليوم هو الرفع من وثيرة البرامج والمشاريع المتعلقة بالتكيف والتقليص من اثاره وتنفيد بصفة ميدانية فعالة ، يشارك فيها كل المتدخلين في الشان التنموي محليا ، للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ، خصوصا في المناطق التي تعاني الهشاشة والحساسية تجاه تلك الاثار المدمرة احيانا والتي بدات وثيرتها تزداد خلال السنوات القليلة الماضية تضررت من تداعياتها البلاد والعباد . من بينها مناطق اقليم الحوز الذي تعد مناطقه اكثر عرضة لتلك الاثار بشكل ملفت خلال السنوات الاخيرة .