اقتصاد

الأراضي السلالية في مقدمة إمكانات النهوض بالعالم القروي

أحمد بلحميدي الأربعاء 21 أغسطس 2019
الأراضي السلالية
الأراضي السلالية

AHDATH.INFO

مرة أخرى، أثار الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى 66 لثورة الملك والشعب، ظروف العيش في المجال القروي، داعيا إلى خلق الأنشطة المدرة للدخل والشغل، وتسريع وتيرة الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم التمدرس، ومحاربة الفقر والهشاشة.

العالم القروي والنهوض بأوضاع ساكنته عبر إحداث أنشطة مدرة للدخل، مثل حيزا هاما  قبل ذلك في الخطب الملكية الأخيرة. أبرز محطة في هذا الإطار  كانت هي الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية في أكتوبر 2018، حيث دعا الملك محمد السادس إلى العمل على بروز طبقة فلاحية وسطى من خلال تعبئة مليون هكتار من الأراضي السلالية، توضع رهن الشباب من ذوي الحقوق من أجل إقامة مشاريع مدرة للدخل والنهوض بأوضاع الساكنة. الخطاب الملكي عاد مرة أخرى للحديث عن دور الأراضي السلالية في إنجاح هذا الورش الكبير.

في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، عاد جلالة الملك محمد السادس إلى الموضوع, مؤكدا على ضرورة استثمار كافة الإمكانات المتوفرة بالعالم القروي، وفي مقدمتها الأراضي الفلاحية السلالية، التي دعونا إلى تعبئتها، قصد إنجاز مشاريع استثمارية في المجال الفلاحي.

كما تروم هذه المبادرة غير المسبوقة تسهيل ولوج  الأفراد والمقاولات للعقار من خلال تعبئة مليون هكتار من الأراضي السلالية، إلى جانب ابتكار آليات لتحفيز الفلاحين وتشجيعهم على الانخراط في تجمعات وتعاونيات فلاحية منتجة، مع وضع برامج للتكوين في المجال الفلاحي لتمكين ساكنة العالم القروي من ذوي الحقوق، لاسيما الشباب منهم من فرص الشغل والدخل.

ملف الأراضي السلالية الآن بيد وزارة الداخلية  وهي التي تقوم حاليا بتدبيره، حيث شرعت منذ أشهر في عملية لإحصاء الأراضي وذوي الحقوق. العملية معقدة وليست سهلة، فيما لم تفرج الوزارة الماسكة بالملف لحدود الساعة عن أية تفاصيل وأرقام إحصائية حول التقدم الحاصل في الموضوع.

تمليك الأراضي لذوي الحقوق, سيفتح المجال  أمام إصلاح زراعي عميق, كما أن الأمر لايتعلق  بتمليك الأراضي وتوزيعها فقط، ولكن لإقامة مشاريع استثمارية للتشغيل ودر المداخيل، وتحسين معيشة ساكنة العالم القروي، فيما يبقى الهدف إحداث طبقة قارة، تمثل عامل استقرار وتنمية اجتماعية واقتصادية إسوة بما تعرفه المدن..

الأكثر من ذلك، وخلافا للبرامج السابقة، فإن خلق طبقة وسطى فلاحية، سيمثل قطيعة ما بين بادية الأمس وبادية اليوم، إذ لأول مرة يتم وضع الشباب في قلب التنمية، مع ما يعنيه ذلك من توفير التكوين الملائم، وتحقيق سبل تحقيق مستوى عيش معقول لساكنة العالم القروي، لاسيما الشباب من ذوي الحقوق الذين سيستفيدون من هذا المخطط.