اقتصاد

الفينا..لايمكن إنصاف الطبقة المتوسطة بعيدا عن العقد الاجتماعي الذي دعا إليه الملك

أحمد بلحميدي الأربعاء 21 أغسطس 2019
الفينا
الفينا

AHDATH.INFO

خصص الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى 66 لثورة الملك والشعب، حيزا هاما للطبقة الوسطى، معتبرا هذه الأخير بمثابة الأساس المتين للمجتمع. وقال الملك محمد السادس إن المغرب يتوفر على طبقة وسطى تشكل قوة إنتاج وعامل استقرار، داعيا إلى العمل على «صيانة مقوماتها وتوفير الظروف الملائمة لتقويتها وتوسيع قاعدتها وفتح آفاق الترقي منها وإليها».

بالنسبة لإدريس الفينا، الأستاذ بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، فإن الطبقة المتوسطة هي المحرك الأول في المجتمعات الديمقراطية، كما تضطلع بأدوار سياسية واقتصادية وثقافية، مشيرا في تصريح لـ«أحداث.أنفو» إلى أن الطبقة المتوسطة، رغم نسبية هذا المفهوم، تمثل حوالي 87 في المائة بالمغرب.

في المغرب، وإذا كانت الإحصائيات الرسمية، تشير إلى أن نسبة الفقر تصل إلى 4.7 في المائة، فيما يمثل أصحاب الدخول من غير الرواتب من 5 إلى 7 في المائة، فإن نسبة الطبقة المتوسطة بالمغرب تمثل على الأقل 87 في المائة، يلفت الفينا، آخذا بعين الاعتبار الفروقات بين كل دولة وأخرى، «نعم لنا طبقة متوسطة وبرأسمال غير مادي ينتقل جيلا بعد جيل»، يؤكد الخبير.

كما اعتبر المتحدث ذاته الطبقة المتوسطة بالمغرب أنها غير متجانسة قائلا: «هناك طبقات متوسطة إذا شئت.. طبقة متوسطة عليا وطبقة متوسطة متوسطة وطبقة متوسطة سفلى».

لكن الأكيد، ومهما اختلفت هذه التصنيفات والتعريفات والمعايير التي تبقى نسبية، هناك طبقة هي التي تتحمل العبء الأكبر. فرغم أدوارها الكثيرة على المستوى السياسي وعلى مستوى دوران عجلة الاقتصاد والاستهلاك، وحتى على المستوى الاجتماعي والثقافي، إلا أن مستواها يتدهور يوما تلو الآخر..

أمام هذا الوضع ما الذي يتعين فعله للنهوض بطبقة، مداخيل بعض المحسوبين عليها لا تتجاوز 5000 درهم في الشهر؟

«الرؤية واضحة في خطاب جلالة الملك»، يرد الأستاذ بالمعهد العالي والإحصاء التطبيقي، مضيفا أنه ليس باتخاذ تدابير إجرائية من قبيل خفض الضرائب أو زيادة 500 درهم في الرواتب، سيتم إنصاف هذه الطبقة.

الحل يوجد في إصلاح النموذج التنموي وفي العقد الاجتماعي الجديد، وقد أثار الخطاب الملكي ذلك، يؤكد الفينا، مشيرا إلى أن الأفكار واضحة و«كل ما ينقصنا هو التنفيذ».

في هذا الإطار، لفت الخبير الاقتصادي إلى أن ما تعيشه الطبقة المتوسطة، لا يمكن فصل ذلك عن الوضع العام، مبرزا أن العوائق التي تحول دون تحقيق التنمية والنمو على حد سواء.

هذه العوائق تتمثل أساسا في أعطاب الإدارة، إذ سواء تعلق الأمر بالتمركز الإداري أو البيوقراطية أو الفساد الإداري، فإنها تبقى أكبر معيق للتنمية، وهي المعيقات التي ما فتئ يثيرها الملك في خطاباته.