مجتمع

هند كاسمي.. خبيرة التنمية الذاتية التي حولت تجربة مريرة إلى طريق نجاح للآخرين

سعيد نافع الاحد 08 سبتمبر 2019
Capture
Capture

 

AHDATH.INFO

تبدأ قصة هند كاسمي من صراعها مع المهدئات عندما اجتازت أزمة عصبية كادت أن تودي بها. في وصف حر وتلقائي لتلك التجربة، عادت خبيرة التنمية الذاتية الحالية، إلى أكثر الساعات صعوبة في حياتها. عن سن ال23، متزوجة وأم لطفلين، أصيبت هند بانهيار عصبي تطور من أزمة عابرة تحدث بين الفينة والأخرى، إلى ما يشبه الشلل التام. أطرافها لم تعد تستجيب لأوامر الدماغ، ما أدخلها العناية المركزة. تطلب الأمر علاجا شخصيا مباشرا من أطبائها، وأكثرهم تفاؤلا توقع أن تتخلص هند من أدويتها بعد سنة.

إلا أن قوة داخلية انبعثت فيها. قالت هند أنها كانت لا تريد أن ترى الواقع أمامها. كانت مكتفية بحياتها، وتراكم المشاكل فيها، المشاكل التي جعلتها لا تفهم معنى القوة الداخلية التي تنبعث من أعماق الإنسان لتنير طريقه، وتغير بوصلة حياته نحو الإيجاب. ذلك بالفعل هو ما حصل مع هند، التي استجابت لصوت القوة الداخلي وتخلت عن أدويتها ومهدئاتها بصفة نهائية بعد ثلاثة أشهر فقط.

خبيرة التنمية الذاتية استثمرت التجربة لتقاسمها مع الناس ولا تحتفظ بها لنفسها فقط. فكيف حولت هند كاسمي هذه التجربة المريرة إلى خبرة علمية تساعد بها كل من يوجدون اليوم في مفترق الطرق الذي مرت منه ؟

تجيب هند ‘‘اهتمامي بالسلوك البشري انطلق من تلك التجربة الصعبة والمأساوية. كان من الضروري أن أفهم كيف يشتغل جسدي ذهنيا وفيزيولوجيا وحسيا وحركيا .. وروحيا أيضا. أمام سؤال السبب الذي يفسر العجز الذي أصيبت به، توصلت هند أخيرا إلى أنها استمدت القوة التي أخرجتها من أزمتها الوجودية عندما حددت الهدف الذي تريده في حياتها.

استعادت هند كل الرغبة في أن تعود أما من جديد، وأن تتفاعل مع العالم من حولها، وأن تجعل مرة أخرى أبنائها يحبونها.. يكرهونها.. ثم يحبونها مجددا. طريق التنمية الذاتية كان طويلا ووممتعا وشاقا تضيف هند، لكنه محرك كبير نحو التغيير. طريق شقت طريقها فيه أولا كهاوية، ثم كمحترفة، تسلحت بالعلم والإيمان والدراسات النفسانية والاجتماعية والتدريب الجماعي والفردي.

تحاضر هند كاسمي اليوم محليا ودوليا في التنمية الذاتية، وحصلت على دبلومات عالمية تخول لها الاقتراب من الناس وتطويع خبرتها في صالحهم،  سواء تعلق الأمر بالأفراد، أو القادة أو رؤساء المجموعات التجارية والاقتصادية. في مدونتها الخاصة التي تحمل اسمها، تضع هند أمام الجميع خلاصة تجربتها، وبرامجها الخاصة والجماعية، وقناتها الخاصة على اليوتوب، لفائدة الراغبين في الاستفادة من شكل جديد علمي ومتميز في التدريب الذاتي. اليوم تضع هند صاحبة مجموعة ‘‘كاسمي كوتشينغ ماروك‘‘ وصفتها الرباعية الخاصة ‘‘تادوسي نوغينيس اوف امزوارشيب‘‘ (قوة داخلية وقيادة) من أجل إقلاع ذاتي، يوجه ويؤطر مالكي القدرات أوالباحثين عنها أو التائهين عليها، نحو معرفة أكبر بقدراتهم وتواصل أمثل في أفق وضع الأرجل أخيرا على طريق النجاح.