السياسة

عامل طانطان يعري عن واقع الإقليم ويدعو الجميع لابتكار الحلول

إدريس النجار السبت 21 سبتمبر 2019
0-5
0-5

AHDATH.INFO

في أول لقاء تواصلي له مع وسائل الإعلام أول أمس بحضور المنتخبين والمصالح الخارجية، لم يستعمل الحسن عبد الخالقي  عامل إقليم طانطان لغة الخشب  وهو يعري عن الواقع المزري الذي وجد عليه الإقليم، والواقع الحالي الذي يعرقل التنمية ، كما لم يرم العامل المنتخبين ورؤساء الجماعات والمجالس بالورود في حضرتهم، بل كشف عن جوانب من خلافاتهم  التي عطلت جوانب من التنمية بهذا الإقليم وجعلته يعاني من أزمات هيكلية مازال يجتر كثيرا منها.

العامل اعترف بأنه لم ينفتح على وسائل الإعلام مند تعيينه خلال مارس من سنة 2016 " لأن الخروج إلى الصحافة يجب أن يتم بناء على عمل بذل وعلى حصيلة أنجزت فوق الأرض".

وقام عبد الخالقي بتشريح للواقع الذي وجد طانطان تزرح فيه ولم يتردد في الاعتراف بمختلف العوائق التي تجعل المدينة عاجزة عن الدخول في مخطط تنموي شامل، داعيا الجميع إلى تدبيجه في إطار ورقات عمل، وأن بابه وباب الكاتب العام مفتوح لكل ورقة عمل ولكل من لديه اقتراح ما، للخروج من المأزق لم يتردد في دعوة المسؤولين والمنتخبين إلى " التحلي بالشجاعة و فتح نقاش جدي و هادئ للتوصل إلى تشخيص دقيق للوضع القائم" .

هذا الواقع العنيد يتجلى في"ضعف الاهتمام سابقا بتأهيل و إعداد العنصر البشري خاصة فئة الشباب" حيث  أكد أنه وجد " نسبة مهمة من شباب الإقليم تغادر المؤسسات التربوية في مستوى الباكالوريا دون تأهيل حقيقي أو توفر على قدرات معرفية أو مهارات مهنية تساعدها على مواجهة أعباء و متطلبات الحياة وشدد العامل على ضرورة أن يبادر مجلس جهة كلميم واد نون ، بتعاون مع مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل و المجلس الإقليمي لطانطان و الفاعلين المحليين إلى استدراك النقص المسجل في هذا الإطار.

ثاني العوائق الوسط البيئي المتدهور  بطانطان حيث سجل المسؤول الأول بالإقليم وجود " مصانع لتصبير السمك تخلف تلوثا ملحوظا بمجال مدينتي طانطان و الوطية، مما يؤدي إلى تلوث واد بن خليل الذي يمر عبر عدة جماعات بالإقليم" وإلى جانب ذلك هناك المشاكل البيئية التي يساهم فيها المطرح العشوائي بمدينة طانطان،  جراء عملية حرق النفايات.

العائق التنموي الثالث يكشف العامل الحسن عبد الخالقي هو البعد الثقافي و الرياضي و السياحي من منظور التنمية بالإقليم "فهذه الجوانب كانت إلى زمن قريب غائبة في العمل العمومي، حيث أن المنطقة لا تعرف تنظيم أي نشاط سياحي باستثناء موسم أموكار، ولا تتوفر على رؤية محددة للتنمية السياحية بالرغم من المؤهلات الطبيعية التي تتوفر عليها، في حين أن النشاط الرياضي لا يحظى بالعناية المطلوبة، ولم تكن هناك خطة حقيقية و جادة لتمكين شباب الإقليم من ساحات و منشآت رياضية و ملاعب للقرب تتيح لهم تفجير طاقاتهم و التعبير عن مؤهلاتهم في هذا الميدان.

كما تكاد تنعدم المرافق و المركبات الثقافية، باستثناء المبادرات المحفزة على  الاهتمام بالموروث الشعبي الصحراوي الشفاهي اللامادي الذي يعد إحدى السمات و الخصائص التي يشتهر بها الإقليم.

الإقليم في عبارة وجيزة يؤكد العامل كان "إلى الأمس أمام مسلسل للتنمية أحادي البعد يهتم بالبنية التحتية في حدودها الدنيا و يتجاهل البنية الأفقية، على الرغم من الاهمية القصوى لهذه الأخيرة في تحقيق الشعور بالرضى لدى السكان فيما يتعلق بالمجهود التنموي المبذول".

وسجل العامل "ضعف الموارد المالية للجماعات الترابية الذي يشكل عائقا أساسيا أمام بلورة أي برنامج تنموي يستجيب لتطلعات الساكنة وكشف عن وجود خصاص كبير  مسجل في البنية التحتية بالوسط الحضري مع شبه انعدامها بالوسط القروي،وشدد على  ضعف استغلال المؤهلات الاقتصادية للمنطقة خاصة في قطاعي الصيد البحري و السياحة في ظل غياب بنيات تحتية قادرة على استقطاب الاستثمارات".

هذه الوضعية يكشف العامل تطلبت العمل الدؤوب عبر سن التقائية تظافرت خلالها جهود جميع  المتدخلين من سلطات محلية وجماعات ترابية ومصالح خارجية لمعالجة.