ثقافة وفن

بين جنازة بن علي وجنازة شيراك.. رؤساؤنا ورؤساؤهم !

مجيد حشادي الاثنين 30 سبتمبر 2019
pr
pr

AHDATH.INFO

وأنت تتابع مشاهد جنازة الراحل جاك شيراك، تستشعر حقيقة مابعد الموت، حين يكون التعاطف أو الشماتة مرتبط بمسار الإنسان في الحياة.

صورة الحضور الكبير في الجنازة، والتعاطف الأكبر الذي تم الإعلان عنه من كل بقاع العالم، مع رئيس غادر كرسي الحكم قبل سنوات طوال، توضح حقيقة أن العالم لايتذكر إلا من سجل في تاريخه مواقف مشرفة لايمكن أن تنسى.

مات جاك شيراك، وحضر جنازته العشرات من رؤساء وزعماء العالم،  وأقيمت جنازة رسمية تليق برجل دولة، ومات بن علي، الرئيس المخلوع، بعيدا عن وطنه، ودفن في صمت في غياب لأي مسؤول عربي، أو حتى لمسؤول من بلاده.

في جنازة شيراك، تسابق زعماء وقادة العالم على الحضور وتسجيل موقف الاعتراف والامتنان، لشخصية طبعت بمواقفها تاريخ فرنسا، وفي جنازة ين علي، كان الغياب التام، ولاأحد تذكر الرجل الذي كان في فترة حكمه يجسد كل تونس، باعتباره الحاكم الأوحد.

تذكر العالم لشيراك مواقفه الرافضة لحرب الخليج، وكذا المشهد الذي صور وهو يصرخ في وجه أمن إسرائيل، دعوني أستمع للفلسطينيين.

كما تذكر العالم لبن علي وهو يحكم قبضته الأمنية على الشعب التونسي، ويحول تونس لدولة بوليسية، وإيضا وهو يعلن في نهاية حكمه لشعبه بعد قيام الثورة: فهمتكم!

ويبدو أن بن علي قد فهم وحيدا الدرس، ولو متأخرا.