ميديا

ممارسات تهدد منشأة مائية بجماعة فريجة بتارودانت

موسى محراز الثلاثاء 01 أكتوبر 2019
0-6
0-6

AHDATH.INFO

عن طريق الصدفة، تم اكتشاف جريمة بوسط وادي سوس على مشارف تراب الجماعة القروية فريجة ضواحي تارودانت.

فقي مقال للكاتب ميشل تريي حول " خطارة " الجماعة القروية فريجة على بعد عشر كلومترات عن مدينة تارودانت، يعتبر مصرف هذه " الخطارة " منشاة للسقي ذات أهمية، تم بناؤه ما بين عام 1938 و 1951، والغاية منه تزويد مدينة تارودانت بالماء.

وأضاف أن هناك نوعان من المصارف، المصارف التقليدية والحديثة، وعددها كبير بحوض سوس، لكن عدد كبير منها جف بسبب الانهيار أو نضوب منسوب المياه الجوفية بسبب ندرة التساقطات، لذلك يتم التخلي عنها، وتتمز هذه " المصارف " او " الخطارات " وهي ــ هيكل هيدروليكي يتيح التقاط المياه الجوفية بواسطة نفق موصل يقلل من الخسائر بسبب التبخر ــ عموما بمعدلات تدفق منخفضة من واحد إلى بضعة لترات في الثانية، بخصوص الجزء الأكبر، يتم تجميع الخطارة في منطقة أولاد برحيل إلى الشمال والجنوب من التلال التي تشكل حضيرة إكودار وأولاد تايمة وأولاد عيسى، خصوصا أولوز.

ومن بين المصارف الحديثة يوجد بالخصوص خطارة التلال التي غذت مدينة أكادير بمياه الشرب ومصرف فريجة الذي يتعدى طوله 4 كيلومترات، هذا الأخير بنته إدارة الإشغال العامة من 1939 إلى 1946 في لسرير أحفوري شمال سرير سوس الحالي، ويتراوح تتدفق منسوبه بين 500 و 1200 لتر في الثانية.

خطارة فريجة مصرف يعود إلى السيد "فيليب امبروجي "، وهو شخصية معروفة في جيولوجيا المياه بالمغرب، كان فيليب مسؤولا سابقا في الأمم المتحدة، وعضوا في أكاديمية المملكة المغربية، ومستشار لجلالة الملك الحسن الثاني للمياه والجيولوجيا بشكل عام.

ويضيف كاتب المقال إلى أن مصرف فريجة والذي تم تشغيله سنة 1946 تحت شرفة منخفضة من مستوى 3 و 5 امتار من الضفة اليمنى لوادي سوس، يقع على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من مدينة تارودانت، وتكمن أهميته في ري الزيتون والحدائق التي تصل مساحتها 2000 هكتار، انه الفوكارا في المغرب والصحراء أنبوب الري تحت الأرض، من البناء الحديث الذي يبلغ طوله تحت الأرض كيلومترين تقريبا. يتنوع تدفقها من 500 إلى 1300 لتر في الثانية، بخصوص الفيضانات التي تقع في سرير وادي سوس.

هذا المصرف التي تحدث عنه كاتب المقال، لم يعد كما اكتشفه الكاتب، بل تحول الى خراب ودمار، كما احدث به ثقب من اجل تغيير مجرى الماء إن وجد، قام تمت تعرية نصفه السفلي، الجريمة وقعت بعيدة عن أنظار العيون التي تسمى ب " العيون التي لا تنام " والتي ربما نامت حتى لا ترى فصول الجريمة، او الجرائم التي تقع وسط الوادي حيث الاستغلال البشع للرمال والحصى.

وأشار رئيس الجماعة القروية فريجة، لموقع أحداث أنفو، إلى انه سبق وان نبه لخطورة الوضع بوادي سوس، وما يعرفه الوادي من الاستغلال البشع، مشيرا إلى الجماعة وفي اطار ظل محاربة الفساد، سبق وان راسلت الجهات المسؤولة في إشارة منه إلى وكالة الحوض المائي بأكادير قصد وضع حد للتسيب الذي يعرفه وادي سوس.

كما سبق لها أن طالبت الوكالة بلائحة الشركات وعددها فاق عشرة شركة تعمل بالوادي اغلبهم دون ترخيص، إضافة إلى الجماعة وكلما راسلت الوكالة إلا واصطدمت  كل مرة بعدم الرد أو برد شفاهي لا يسمن ولا يغني من جوع، ناهيك أن الجماعة لا زالت لم تتوصل بمستحقاتها من عملية الاستغلال، وفي الأخير، وبعد إخطاره بما وصفه بعض الفلاحين الصغار بالجريمة في حق الخطارة، علم من مصادر مقربة أن رئيس الجماعة سارع إلى إبلاغ السلطات المحلية بالجريمة، حيث تقرر أحداث لجنة مختلطة وفتح بحث في الموضوع، على أن يكون صباح يوم الخميس 26 كأول موعد لذلك.